الرحم اسم مشتق من الرحمن سبحانه وتعالى، ولصلته أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع ذلك لأنه يعود على الأفراد الواصل والموصول بفوائد كثيرة، فالواصل له أجركبير وعظيم حيث إنه طريق لبسط الرزق وبر الوالدين بعد موتهما للحديث الوارد في ذلك والذي يوصي بزيارة أقاربهما، حيث إن ذلك من باب البربهما والأحاديث في هذا الموضوع كثيرة جدا ولا تخفى على الجميع لأننا بحمد الله في بلدٍ يستطيع المسلم أن يفهم دينه على أصوله ليس كمثل البلدان الأخرى التي ربما ينقص فيها بعض الجوانب الدينية الأخرى ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك كتاب الله وسنة رسوله «ما معناه»
وقول الله سبحانه وتعالى أبلغ حيث يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء.
فإذا كان كذلك فإن صلة الرحم قد اتضحت وتجلت فوائدها، كيف لا والله سبحانه وتعالى يأمر كل مسلم بالاهتمام بهذه الصِّلة التي لها انعكاساتها الإيجابية، على الفرد والمجتمع كماذكرت، حيث تعود على الفرد بفوائد كثيرة فعلاوةً على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى فهي بر بالوالدين بعد موتهما وذلك بزيارة أقاربهما ثم الدعاء الذي سيحصل للزائر في أثناء زيارته لأقاربه حينما يدعون له بذلك وإيجابياتها على المجتمع هو حصول الترابط والتعاون والتكاتف، فالقوي يزور الضعيف إما لكبر سنه أو لمرضه أولعدم مقدرته، فلربما لا يوجد لديه وسيلة مواصلات أو تواضعا لأي سبب من الأسباب، إن تفقد أحوال الأقارب واحتياجاتهم كل حسب مقدرته وأقل شيء في صلة الرحم هو الزيارة، ومن الأفضل أن يتبعها بعض الأشياء الأخرى كل أيضا حسب ظروفه ومقدرته، وهناك أدلة واقعية في المجتمع الآن لأولئك الذين يصلون رحمهم حيث تجدهم سعداء، والله سبحانه وتعالى قد يسر الكثير من أمورهم وهذا ماحصلوا عليه في الدنيا واتضح للعيان، فما بالك على الأجر والثواب في الآخرة؟؟
والذي أعده الله سبحانه وتعالى لهؤلاء الذين يصلون رحمهم. وومما يؤسف له أن هذه الشعيرة الهامة جداً تكاد تكون من التراث في المجتمع، فهناك آباء وأمهات يشتكون ضعف صلة أبنائهم وكذلك الإخوان والأخوات وقس على هذا من أفراد العائلة المحتاجين للزيارة إما لكبر سن أو مرض أوخلافه، ولذا فإن الاهتمام بهذه الشعيرةالطيبة لهو من الاهتمامات الإيجابية في حياة الأمة وعلى الأسر والمربين والخطباء والدعاة غرس هذه الخصلة الطيبة في نفوس الناشئين وتعويدهم وتدريبهم وحثهم على ذلك، حتى تكون لهم نبراساً في حياتهم ويجنون ثمارها بعد مماتهم،
ومما يحز في النفس أن المجتمع بكافة أطيافه قد نسي أو تناسى هذا الموضوع الهام جداً فلا تجد أحداً يأمر به إلا قليلا، فلننظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمثال التي أصبحت تعج بأنواع النصائح المختلفة والبسيطة وتناست التنبيه والتوصية والحث على هذه الشعيرة الهامة كما ذكرت،فلو نظرنا إلى مثال بسيط لوجدنا وسائل التواصل الاجتماعي والخطباء والدعاة قد ركزوا في عشر ذي الحجة مثلاً على الاهتمام بعدم قص الظفر لمن أراد أن يضحي مع العلم أن هناك خلافا في ذلك.
أليس من الأجدر والأفضل المرور على التذكير بصلة الرحم في عشرذي الحجة التى تضاعف فيها الحسنات وكذا يوم العيد ذلك لأن هذ الموضوع في وجهة نظري المتواضعة أهم بكثير من عدم قص الظفر لمن أراد أن يضحي، وهناك أشياء أخرى نساها المجتمع أوتناساها وهي مهمة أيضا سأحاول التعليق عليها في مقال قادم إن شاء الله والله أسأله سبحانه وتعالى أن نكون من الذين يهتمون بصلة رحمهم لأهمية ذلك، وليسمح لي القراء في هذه العجالة البسيطة التي لم تمكنني من الإسهاب في هذا الموضوع كما ينبغي وفق الله الجميع لما فيه الخير.
d.salehalhamad@hotmail.com