فصل الصيف موسم التمتع بالإجازات سواء في الداخل أو الخارج، فصل الصيف يحتم على الإدارات الحكومية وفي كافة القطاعات التنسيق بين الموظفين في جدولة مواعيد التمتع بالإجازة وعادة 50% من الموظفين في إجازة و50% من الموظفين على رأس العمل، ترى هل تمتع 50% من الموظفين في الإجازة سيؤثر على إنجاز العمل؟ ترى هل 50% من الموظفين الذين على رأس العمل سوف ينجزون العمل أفضل وأسرع؟ هل سوف يتأثر العمل ويكون تأخير في الأداء. برأيي الشخصي لن يتأثر العمل مطلقا وهذا ما يسمى الترهل الوظيفي أو الإداري، والترهل الوظيفي بمعنى آخر وجود مجموعة من الموظفين الذين يحصلون على أجور أو رواتب دون أن يؤدوا عملاً أو يبذلوا جهداً تطلبه الوظيفة وهي نسبة من الموظفين إذا تم سحبهم من العمل لا يترتب على خروجهم أي تأثير في الأداء أو الإنتاج. وهناك من يؤمن أن 10% من عدد الموظفين في بعض الإدارات يكفي لإنجاز العمل والأداء المميز. ترى كم تتحمل الدولة من رواتب وبدلات ومكافآت للترهل الوظيفي. الترهل الوظيفي والبطالة المقنعة وجهات لعملة واحدة، حيث إن البطالة المقنعة أشد خطرا من البطالة المعروفة والظاهرة التي محل اهتمام وعناية الجهات المختصة، أما البطالة المقنعة التي وهي وجود أعداد من الموظفين والأيدي العاملة تزيد عن الحاجة الفعلية لتلك الجهة التي تؤثر على تدني مُستوى الإنتاجية للموظفين وضعف الأداء والمنافسة والفوضى الإدارية وانخفاض الربحية والتزاحم في المكاتب.
رؤية وزارة الخدمة المدنية هي: (خدمة مدنية تكون عنواناً للممارسات المهنية الاحترافية، من خلال موارد بشرية ذات قدرات متميزة تساهم بكفاءة وفاعلية في تطوير الأداء وتحسين الإنتاجية والارتقاء بموظفيها وخدماتها ودفع عملية التنمية الإدارية في مختلف القطاعات الحكومية) أما رسالتها فهي: (العمل على توفير نظم وسياسات وإجراءات مبنية على الجدارة وتتسم بالشفافية والنزاهة وتضمن تكافؤ فرص الاختيار والتعيين والتطوير بما يحقق الرضا الوظيفي لموظفي الخدمة المدنية بالمملكة العربية السعودية ويرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن). من خلال الرؤية موظف القطاع العام يتحلى بالاحترافية والإنتاجية والتميز بالأداء ومن خلال رسالتها نظم وإجراءات وشفافية ونزاهة وتكافؤ بالفرص سؤال هل الوزارة مسؤولة عن الترهل الإداري والبطالة المقنعة؟ أم الجهة المعنية هي المسئولة؟ ام كلاهما أرى أن الوزارة هي المسئول الأول فتعين موظفا جديدا يتم من خلالها وزارة الخدمة المدنية أرى أن تقوم أوتساهم بهيكلة إدارات الوزارات للوقوف على الترهل الوظيفي والبطالة المقنعة ووضع الحلول للزيادة في عدد الموظفين وأعتقد أنهم يتجاوزون 30%، ترى كم تُكلف الدولة هي الزيادة في الموظفين. ربما هناك من يسأل هذا الإجراء سوف يزيد من البطالة الحقيقية لا أعتقد ذلك إذا اتبع نظام التقاعد المبكر اوالشيك الذهبي او حلول أخرى مناسبة.
هذا الترهل الإداري أوصل بهذه الأجهزة إلى حالة كبيرة من التبلد والخمول على مستوى الرؤساء والعاملين وحتى على مستوى الأنظمة والإجراءات والتعليمات لكن بحول الله الحلول آتية مع (رؤية المملكة العربية السعودية 2030) وسوف نرى ثمارها المشرقة حسب الاستراتيجية والأهداف المخطط لها.
وفي الختام من برامج رؤية السعودية 2030 إعادة هيكلة مستمرة ومرنة للأجهزة الحكومية، تلغي الأدوار المتكررّة وتسعى إلى توحيد الجهود وتسهيل الإجراءات وتحديد الاختصاصات بشكل واضح وتفعيل مسؤولية الجهات في تسلم مهمّاتها بشكل يسمح لها بالتنفيذ ويمكّن المساءلة، ويضمن استمرارية العمل والمرونة في مواجهة التحديات. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء.