خالد بن حمد المالك
ملعب الملك عبدالله المسمى بالجوهرة، كان قبل ثلاثة أسابيع ساحة للمنافسة الرياضية الشريفة بين منتخبي المملكة والإمارات، وكان الملعب آنذاك يغص بالجمهور الكبير الذي أتى للاستمتاع بما سيقدمه المنتخبان من فنون في لعبة كرة القدم في واحد من أجمل الملاعب العالمية، وبين منتخبين شقيقين يتنافسان للتأهل إلى كأس العالم.
* *
لا أحد كان يتصور أن مجرمين أربعة سوف يترصدون لهذا الجمع الكبير لإحداث أكبر مجزرة دموية وإنسانية، وتحويل الاستمتاع بمشاهدة فنون الكرة المستديرة الساحرة، إلى دماء وأشلاء وقتل للأبرياء، وتحويل الملعب الجميل إلى مأتم في تفجير جبان، تم اختياره مكانًا من المجرمين قاصدين الأبرياء في واحدة من أكبر الجرائم الإرهابية.
* *
لماذا اختير هذا المكان فيما كان المنتخبان في تلك المباراة يمثلان المملكة والإمارات، وهل يمكن أن ينظر إلى هذه الجريمة النكراء بمعزل عن المشاركة البطولية الفاعلة للمملكة والإمارات في التحالف العربي تحت مظلة عاصفة الحزم، الجواب المؤكد أنه عمل إرهابي قُصد به التنفيس عن الاحتقان الذي يشعر به الحوثي والمخلوع أمام الهزائم المتلاحقة التي يتلقونها صباح مساء.
* *
غير أن هذا التفجير الذي أُحبِط قبل بدء المباراة وأعلن أمس عن تفاصيله، إنما يظهر لنا قدرة المملكة وجاهزيتها في الوصول إلى الفاعلين وإفشال مخططاتهم، مرسلة بذلك رسالة مهمة وقوية إلى العالم، بأن هذه المنطقة لن تشهد استقراراً وأمناً طالما تُرِكَت إيران وعملاؤها في المنطقة يعبثون بها كما يفعل الحوثي والمخلوع.
* *
والمملكة التي أوت السوداني والسوري والباكستانيين الاثنين، وسمحت لهم بالعمل، والتمتع بكل الفرص الوظيفية والعمل بحرية كاملة لا يمكن لنا أن نفهم أسباب إقدامهم على مثل هذا العمل الإرهابي الخطير، إلا إذا تذكرنا إيران والحوثي والمخلوع، وكل الأدوات الرخيصة التي باعت ضمائرها للشيطان، فأقدمت على هذا العمل الإرهابي المشين.
* *
شكراً لرجال أمننا الذين يدافعون عن الوطن والمواطن، ويقدمون من حين لآخر هذه الدروس البليغة في الشجاعة والمعرفة والإخلاص، ويزرعون في نفوس المواطنين الثقة بأنهم في بلد آمن مستقر، وأن مثل هذه الأعمال الإرهابية مصيرها دائماً الفشل، ونهايتها استسلام الخونة أذلاء للسلطات الأمنية بانتظار الاقتصاص منهم بحسب ما يمليه النظام والشرع المطهر.