د. فاطمة العتيبي
ارتكب الحوثي المدعوم من إيران جرماً تاريخياً حين أطلق صاروخاً أراد به هدم الكعبة وترويع الآمنين في البلد الحرام، وهو جرم لم يسبقه إليه إلاّ أبرهة الحبشي في عام 571م، وتلتقي الجريمتان بالأهداف والغايات
الدينية السياسية، فإذا كان أبرهة أراد صرف العرب عن زيارة البيت العتيق وجعلهم يقصدون كنيسته القليس التي بناها بصنعاء، فباغت العرب في مكة بجيش مدجج بالفيلة مبيتاً النية في هدم كعبة الله في أرضه، وتقول الرواية التاريخية إنّ عبد المطلب دعا ربه أن يحمي بيته من أبرهة وفيلته فاستجاب الله سبحانه، وأرسل طيوراً كثيرة تحمل حجارة وأوسعت جيش أبرهة ضرباً حتى انهزم، وهي قصة خلّدها القرآن الكريم في سورة الفيل. وأورد كتاب الاعتداءات على الحرمين عبر التاريخ في ص 18 تفاصيلها.
اليوم يتجرأ الحوثيون ويخدمون غايات فَقِيه إيران لصرف المسلمين إلى قم لغايات دينية وسياسية، لفرض مذهبه وأفكاره على المسلمين ولمد نفوذه وسيطرته واستلابه للحضارة العربية.
من صنعاء العربية يتجرأ الحوثي على مقدسات المسلمين جارحاً مشاعرهم ومستفزاً لغضب الجماهير الهادر الذي لن يبقي ولا يذر، فباكستان وتركيا ومصر والسعودية والمغرب والأردن والجزائر كلها قوى تحت أهبة الاستعداد لدك قم على فقيهها.
وليعلم الحوثي ومَن خلفه أنّ مكة بلد حرام ومن روّعها وروّع أهلها فليبشر بسخط من الله ثم بجيشي عودي/ إسلامي عرمرم يدك على الحوثي، ومن خلفه قلاع الشّر التي يختبئون فيها خلف متارس المدنيين العزّل.
وحيث ضاق الحوثي بالحصار المفروض عليه من التحالف وانقطاع الإمدادات، فقد أصبح يترنح وكشف عن سوأة أوراقه المدونة في غياهب قم الخامئنية الخائبة، وأظهر حقده الدفين وانصياعه لإيران المأفونة بالشر والشره على بلاد العرب، ما كان يعلم حين أطلق الصاروخ باتجاه مكة الله، أنه يسجل في التاريخ أنه أبرهة العصر الحديث المجترئ على الآمنين في كعبة الله على الأرض، وهو لا شك بجرمه هذا قد حفر حفرته وحانت ساعته.