د. محمد عبدالله العوين
حينما نتحدث عن عملاء إيران وأتباعها من العرب الذين انخدعوا بما أسسته من ادعاء تشيع لآل البيت - رضوان الله عليهم - قبل ألف وأربعمائة عام إلا قليلاً - فإننا نتحدث عن حشود مضللة بتلك الدعاوى المزيفة التي سنها واختلقها الفرس القدماء الأوائل في التاريخ الإسلامي بتنسيق وتآمر مع أيدٍ يهودية؛ ليشقوا وحدة الأمتين العربية والإسلامية ويفرقوا جمعها، وأسسوا في الوقت نفسه طائفة تقف في الصف الآخر المواجه وهم «الخوارج» ليستمر الصراع بين الطوائف والتيارات ولا يهدأ أبدًا، وليتواصل حريق الاختلاف والانشطار؛ بغية أن تتآكل الأمتين العربية والإسلامية وتنكفئ من جديد عائدة إلى صحراء الجزيرة العربية - كما يتمنون - وتعود الإمبراطورية الفارسية إلى مجدها القديم مهيمنة متسيدة، وتنشأ لليهود من جديد دولة وصولجان يعيدون من خلالها سيادة مستحقة مفقودة - حسب زعمهم - لأنهم يرون أن العرب هم من سلب الفرس واليهود والنصارى أمجادهم وأسقط كراسيهم، وهو الإسلام الذي دفع العرب وغير العرب دفعًا بقوة وببسالة وصدق عزيمة وثقة بالانتصار لنشر مبادئه في قارات العالم شرقًا وغربًا وشمالاً.
لم يحقق الفرس آمالهم ولم يطفئوا نيران أحقادهم بكل ما حاكوه قديمًا للأمة من مؤامرات ودسائس، لا من خلال التشيع على طريقتهم الكهنوتية القائمة على الدجل والمؤلفة تأليفًا مضحكًا بحيث تشكل «دينًا» جديدًا، ولا من حيث فكر «الخوارج» الدموي، ولا من حيث إسقاط دولة العرب «الأموية» وإقامة دولة منافسة بديلة بشكل عربي وتأسيس فارسي «العباسية» تكون الهيمنة فيها للعنصر الفارسي، ولا من حيث ما خطط له الفارسي الفاشل «أبو مسلم الخراساني» ولا أبو طاهر الجنابي زعيم «القرامطة» ولا يحيى وخالد وجعفر»البرمكي» ولا «إسماعيل الصفوي» ولا «الخميني» الذي بدأ حربًا فارسية عربية مع جارته «العراق» ولم يكتف بها بعد أن أسقطها الأمريكيون وأهدوها إليه؛ بل امتد طموحه وطموح علي خامنئي بعده إلى التوسع لاستعادة الإمبراطورية الفارسية المزعومة حتى أعلنوا صراحة وبكل بجاحة أنهم يحكمون أربع عواصم عربية!
إن في صدورهم من الغل والأحقاد على العرب وعلى «الإسلام» نفسه ما يدفعهم إلى مواصلة حفر الدسائس ونصب المكايد واختلاق الأكاذيب وإشعال الفتن وتأليب فريق على آخر من المسلمين، وليس ادعاء التشيع واستعادة قصص مأساوية قديمة عفا عليها الزمن إلا من باب استمرار التأجيج وزيادة الانقسام وإشعال نار الاختلاف والاحتقان والعداء بين المسلمين.
وما يقترفه مواليهم الحوثيون المخدوعون من إطلاق صواريخ على منطقة مكة المكرمة واستهداف الكعبة ليس غريبًا ولا جديدًا؛ فقبلهم استهدفها «القرامطة» الفرس بالاعتداء 317هـ وها هم أحفادهم من إيرانيين وأتباعهم من مواليهم العرب لا يكتفون باستهداف بيت الله الحرام؛ بل يريدون استبدال قبلة المسلمين بقبلة جديدة يزعمونها في كربلاء؛ وهي «قبر الحسين» رضي الله تعالى عنه. وبإمكان أي قارئ كريم العودة إلى تسجيلات عديدة لمعممين ولقادة ميليشيات تفوهوا بهذا المنكر الشنيع والعداء الواضح المكشوف مع الأمة الإسلامية كلها؛ لا مع المملكة العربية السعودية فحسب.