عبد الله باخشوين
.. لم يعد يخفى على أحد أننا كسعوديين أصبحنا نقسم إلى ((حصص)) .. وفق إحصائيات وأرقام ومعطيات بشرية ومالية.
فإذا بدأنا بـ((التلفزيون)) مثلا.. نجد أن ((المعلن)) في مادته الإعلانية يتوجه إلى السوق ((السعودي)) في محاولة لزيادة ((حصته)) .. فتجد أن إعلاناً عن أحد أنواع ((الحفاضات)) الخاصة بالأطفال.. يقول ((مروجاً)).. إن ((حفاض)) كذا هو: ((الأكثر جفافاً في السعودية)).. هكذا بمنتهى الغباء والصفاقة.. أما الذي يقول عن ((بضاعته)) إنها ((الأكثر مبيعاً في السعودية)) فهم أكثر من الهم على القلب.
وكل ما اتسعت دائرة ((السلع)) الاستهلاكية والغذائية والمنتجات الصناعية وصولاً إلى ((السيارات)) نجد أن دائرة الحصص تتسع أو تضيق حسب مستوى الدول التي تنتجها وحسب خبرتها التسويقية وسنوات وجودها في ((السوق السعودي)).. وجودة منتجاتها.. الأمر الذي يؤكد بشكل قاطع أننا السوق الاستهلاكي الأول في منطقة الشرق الأوسط.. وكلما خسرت دولة من الدول سوق مبيعاتها بسبب الأحداث وعدم الاستقرار المادي وعدم القدرة على الوصول لتعثر وسائل النقل وعدم وجود مجال لتسويق أنواع منتجاتها بسبب تردي الأحوال المعيشية.. كلما برزت هذه الأسباب ازداد تشبث الدول المنتجة بالسوق السعودي ((المثالي)) بكل المقاييس.. وزاد الصراع فيما بينها لإنتاج مواد أكثر جودة أو رداءة ونافست على ((السعر)).. ودون الدخول في النتائج السلبية والإيجابية.. وجدنا أنفسنا ندخل إلى مستوى آخر من لعبة ((الحصص)).. حيث إننا ((الآن)) في قمة ((الصراع)) على ما يمكن أن يسمى بـ ((الحصص البشرية)).. وهذه الحصص التي تراجعت كثيراً في أسواق ((السياحة العالمية)) بسبب عدم استقرار التصنيف ((السلمي)) للسائح العربي.. والصعود الحاد لاحتياج التطرف ((الإسلامي)) والعربي دولاً أوربية كثيرة.. كانت إلى زمن قريب تجتذب أعداداً كبيرة من السياح السعوديين والخليجيين.. أصبح ((السائح)) السعودي يتجه إلى دول أخرى مثل تركيا وروسيا وشرق آسيا.. وبعض دول أوروبا الشرقية.
أما على المستوى العربي فلم يبق من المغرب العربي سوى المملكة المغربية.. فيما يمكن القول إن دول المشرق العربي أغلقت تماماً نتيجة أحداث سوريا.. وتوترات لبنان.. ومحاولة إدخال مصر في دوامة الصراع.
هكذا اكتشفنا أن الحديث عن الحصص البشرية للسائح السعودي كاد أن ينتهي بالقول إنه لا يوجد سوى ((سوق)) دولة البحرين.. و((سوق)) إمارة دبي.. وإن كان ((سوق)) دولة قطر قد بدأ ((يدخل على الخط)).. والإ.. لا مكان.. فليست لندن.. أو باريس.. أو دول الاتحاد الأوروبي هي جنة السائح السعودي والخليجي.. وليس في طبيعة ((مناخ)) دبي أو البحرين أو قطر.. ما يقول إنها ((سويسرا)) الشرق.. غير أن ((انفتاح)) سوق ((الإرهاب)) الذي يقدم بدماء ووجوه عربية مسلمة.. لم يكتف بوضع العقبات وغلق الأبواب بل يريد أن يدخلنا في لعبة يقول إن ((العدالة ضد الإرهاب - جاستا)).. الأمر الذي أصبح معه مجال السائح السعودي قريباً وآمناً.. وليس أمامه سوى دبي والبحرين وقطر.. وسمننا في دقيقنا.. ودمتم في أمن وسلام.