عمر إبراهيم الرشيد
هناك حكمة أجنبية تقول (كن أنت) أي اترك التصنع والتكلف وكن على طبيعتك، والحكمة ضالة المؤمن. تذكرت هذه المقولة أو الحكمة حين عرضت محطة فضائية هي الأكبر عربيا دون الحاجة إلى ذكر الاسم، مقابلات مع عدد من الجمهور في الميادين والشوارع تستطلع آراءهم عن حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ومن يرشحون ! . ولا أعلم حقيقة علاقة الجمهور السعودي بهذه الانتخابات ترشيحا أو تأثيرا، مما يعطي صورة عن ركاكة الإعداد وضعف المهنية في كثير من البرامج لدى هذه المحطة وغيرها. الملفت في أن أحد الذين استطلعت آراؤهم أجاب أنه يرشح هيلاري كلنتون ويعطيها صوته ! ، وفوق ذلك تكلم بالإنجليزية، رغم أن القناة عربية والجمهور عربي والمذيع عربي سعودي كذلك، فأي تصنع وأي تضييع للهوية أكثر من ذلك.
نقد الذات دون تشنج أو جلد لها وبموضوعية إحدى طرق علاج العيوب والظواهر السلبية، قبل أن ننتقد الآخرين ونغفل عن عيوبنا. ولذلك ظهرت مواطنة أخرى كشفت عن وعي وتحضر ومستوى فكري راقي، حين أجابت بأن الديمقراطيين أو الجمهوريين يلتقون عند مصالح أمريكا العليا ويختلفون فقط في الأسلوب والطريقة، وقالت ذلك بلغتها الأم وبكل سلاسة وثقة. ولعل قانون (جاستا) قد نبه الكثيرين إلى تلك الحقيقة بشكل صادم، كتأثير التيار الكهربائي، وأبان عن حقيقة أن أمريكا تراعي مصالحها أولا وأخيرا وليس هناك صداقات أو عداوات دائمة وهذا تعريف السياسة على كل حال، هذه في حالة أمريكا وغيرها.
الإعلام لسان الشعوب ومرآتها وتأثيره ممتد وعميق، وما زالت القنوات الفضائية الخاصة والمحسوبة على الوطن بحكم من يمتلكها بحاجة إلى ضبط وهذا رأيي الشخصي، إن من جهة الحفاظ على الهوية لغة ومظهرا أو من جهة إبراز الإيجابيات وليس السلبيات والفضائح وكأنها تحدث فقط في مجتمعنا، والمهم دون تصنع وبلكنة شبه (أمريكية). ما اجمل العفوية واحترام الهوية.. فكن أنت.