صيغة الشمري
تخبرني إحدى الصديقات عن موقف حصل لها أثناء سفرها مع أسرتها لخارج السعودية عبر أحد المنافذ البرية ، حيث اضطرت للمكوث ساعات طويلة مع آلاف السيارات الأخرى، نظراً لأنّ نظام الجوازات فد تعرّض لعطل ولا يمكن السماح بخروج أحد قبل التأكد من بياناته بعد إصلاح النظام الإليكتروني ، كانت صديقتي تحكي عن مأساتها وتورطها مع أطفالها وأنا أفكر بما هو أبعد من ذلك ، منذ ذلك اليوم وأنا أبحث عن سلبيات وخطورة الحكومة الإليكترونية والركون إليها دون وجود خطط بديلة للتحول إليها والعمل بها ، منذ ذلك اليوم وأنا أكتب المقال تلو الآخر في التحذير من الاندفاع نحو التحول إلى نظام الإلكترو - حكومي، من الصعب جداً والخطير أن تضع معلومات بلد كامل في الفضاء العنكبوتي وتجعلها مهددة بشكل كامل من قِبل الأعداء والعابثين ، بلدان العالم الأول لا تستطيع حماية نفسها إليكترونياً بشكل كامل، فكيف بنا ونحن بلد من بلدان العالم الثالث في هذا المجال ، وأكبر مثال ما حدث بين الدولتين الأكبر في العالم، حيث هناك شكوك أمريكية شبه مؤكدة بتدخل الروس في التلاعب بالانتخابات الأمريكية. قبل أيام قرأت خبراً يؤكد مخاوفي يشير إلى محاولات إسرائيلية لاختراق قاعدة بيانات الخدمة المدنية السعودية ، طوال أربعة أشهر من العام 2015 والإسرائيليون يحاولون اختراق أهم معلومات وزارة الخدمة المدنية ، ويجب أن نكون واقعيين ونتعامل مع قدراتنا بحكمة بعيداً عن الثقة الزائدة أو الحذر الزائد ، نحن لا نريد تطوراً يحمل نسبة عالية من الخطورة، لا نريد تطوراً يضعنا فجأة في مهب الريح لا سمح الله، لم يكن الهدف من إطلاق خدمة الإنترنت للاستخدام التجاري، بعد أن كانت محصورة الاستخدام للاستخبارات الأمريكية فقط، إلا لهدف غامض ومريب تعاملت معه جميع الدول التي لا تثق بأمريكا تعاملاً حذراً، رغم تقدمها في مجال البرمجة وبرامج الحماية بالذات ، هناك أكثر من خطر يهدد الحكومات الإليكترونية أهمها خطر المنظمات الإرهابية وخطر أجهزة المخابرات الأجنبية، وأقلها خطر الكوارث الطبيعية والمبرمجين أنفسهم والشركات التجارية الكبرى، إنه تحذير ضعوه في المفضلة مع دعواتي بألاّ يحدث!