سعد السعود
ما أن بدأ الشباب يتلمس طريق عودته بانتصارين على قطبي جدة إلا وبدأت حملة شرسة على الشباب من خلال مهاجمة مدربه سامي الجابر طوال أسبوع كامل بسبب ارتكابه لتصرف يقوم به أغلب المدربين في كل دوريات العالم.
الأستاذ وليد الفراج مع الأسف كرّس برنامجه "أكشن يا دوري" منذ نهاية لقاء الشباب بالاتحاد وحتى كتابة هذا المقال للمهاجمة والتحريض على الحكم لا لشيء سوى أنه لم يكتب في تقريره عن دخول سامي الجابر لأرضية الملعب لإلغاء ركلة الجزاء المضحكة التي كان يمكن أن تكون حديث وكالات الأنباء سخريةً فيما لو أصر الحكم على رأيه وتم احتساب الركلة.
شاهدوا قوة وقسوة وليد الفراج بهذه الكلمات.. يخيل لك بأن سامي قام بانتهاك صريح لميثاق الأمم المتحدة وسط صمت مطبق من الحكم السلطان.. في حين أن الأمر لا يتجاوز دخول مدرب لأرض الملعب وعدم تسجيل الواقعة من حكم كان مشغولا بأمر آخر، حيث أخذ الفراج يردد في برنامجه هذه العبارات: (ما تنرقع.. فضيحة.. ناقصين شكوك.. جيبوا الحكم.. اسألوه من ضغط عليك.. من كلمك.. ما راح يمر الموضوع.. يجب التحقيق.. جامل في حلال الوالد.. مؤشر مرعب.. كيف أثق فيك ياالسلطان مستقبلا.. تعال لنراجع قرارات الحكم السابقة.. عيب يا رجل عيب.. أنا لم أعد أثق فيه).
تخيلوا أن الزميل وليد الفراج الذي أتى بما لم يأته به الأوائل في (تحلطمه) على عدم ورود تقرير عن دخول سامي.. تخيلوا أنه هو ذاته في حلقة أكشن يا دوري بتاريخ 27-9-2013 وكان ضيفه الزميل أحمد الشمراني تحدث بهذه اللغة الهادئة الهاربة عن دخول الأمير فيصل بن تركي للملعب، حيث قال ما نصه: (كل شوي يطلع لك واحد يزايد عليك.. ليه ما جبت صورة فيصل بن تركي لما طلع يكلم العساكر.. طيب إذا الحكم ما كتب شيئا في التقرير.. تبيني أنا أصير الرقيب على البلد).
يا الله كم من التناقض يحدث.. الزميل وليد الفراج الذي أرعد وأزبد في موضوع سامي هو ذاته من أصبح مجاملاً ومدافعاً ومبرراً في موضوع فيصل.. ولا أدري أهو عمى الألوان أم أنه حتى بالنقد يكون الكيل بمكيالين بحسب الأشخاص.. عذراً أستاذ وليد لكني سأستعير إحدى عباراتك في الفقرة ما قبل السابقة وأقول لك عن بطولتك في حالة وانحناءك في حالة مشابهة: عيب يا رجل عيب.
عموماً وبعيداً عن تناقضات البرنامج.. فلم يسلم الشباب أيضاً ومدربه من هجوم بقية البرامج.. حتى أصبح المادة الأساسية طوال الأيام السابقة.. حيث اعتمر المذيعون قبعات التحريض.. وتخضبت المقالات بعبارات التأليب.. ولا أدري لماذا تكبر كرة الثلج فقط عندما يتعلق الأمر بالشباب أو سامي.. في حين تكون الأمور برداً وسلاماً عندما تختلف الأسامي.
بالمناسبة فالمتابع الدقيق لمسيرة الشباب طوال تاريخه لم يفاجأ بهذا الهجوم الحاد من البرامج عند أي خطأ شبابي.. فأغلب البرامج تتخذ الشباب مطيةً للتقرب لأندية الضجيج ودغدغة مشاعرها.. حتى تسوق على المتلقي بضاعتها التلفازية الرديئة.. تلك البضاعة التي لم ولن يكون الشباب يوماً طرفاً في ترويجها.. لأنه باختصار اعتاد الحديث في الملعب.. والإلجام بالذهب.
وذات الهجوم واجهه أيضاً سامي الجابر في مسيرته سواءً عندما كان لاعباً أو حتى عندما ودع المستطيل الأخضر.. فهناك فئة أدمنت رشقه بالسهام حتى على أتفه الأسباب.. وأصبحت تتحين الفرص لتنفّس عن نفسها الآن بعدما كابدت من الذئب ما كابدت في الكثير من المباريات.. وأسقاها المر في أغلب المرات.. ولذا لا عجب فيما نشاهده من تهويل لأمر بسيط وتأجيج للجان وتحريض للمسؤول.. حتى أني خشيت أن يطلب بعض المقدمين اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن لمناقشة ما حدث من الكوتش.. عموما هذه ضريبة يدفعها النجوم وذلك أمر متوقع تجاه سامي تحديداً.. لأنه ببساطة أعجزهم لاعباً وسيجهز عليهم -بإذن الله- مدرباً.
أخيراً، همسة بأذن الشبابيين: عندما تشاهدون مهاجمة البرامج لناديكم.. وتُسترجع عبارات الأربعة الكبار من بعض الصغار للاستنقاص من فريقكم.. فتأكدوا حينها أنكم عدتم للطريق الصحيح.. وبدأتم فعلاً بتلمس سبيل النجاح.. وعودة وشيكة كتلك حتماً ستؤرق مشجعي ومذيعي الفرق التي حرمها الليث البطولات لسنوات.. وبالتأكيد لم ولن يسعدهم عودة البطل للمسرح من جديد فعندئذ قطعاً سيعود محبوبهم للعب دور الكومبارس.
آخر سطر
حذف طاقم أكشن يا دوري لتعليق الأستاذ وليد الفراج على دخول الأمير فيصل بن تركي في حلقة 27-9-2013 من على اليوتيوب بعد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي نهاية الأسبوع الماضي.. لا يعني سوى شيء واحد وهو: خجل البرنامج ومقدمه من تناقضهم الفج.