محمد بن علي الشهري
بعيداً عن الدِّين زاده الله رِفعة.
(الزندقة) هي أن يُبطن الرجل ما لا يُظهر، كذلك أن يتعامل مع حالة ما بأكثر من وجه، أو الكيل تجاه قضية ما بأكثر من مكيال؟!.
على أن من المنطق والبديهي، بل من الإنصاف، أن تثق وتحترم الرجل صاحب المبدأ الثابت الذي لا يُشرّق تارة، ويغرّب أخرى حسب اتجاه (الهوى) وليس (الهواء) مهما كانت درجة مرارة اتخاذ الموقف، بعكس الآخر الذي لا يتردد ولا يتورّع عن ممارسة المواقف المتناقضة جهاراً نهارا وبكل أريحية؟!.
في وسطنا الرياضي - مع شديد الأسف - تنامت جملة من الظواهر غير المحببة، بل المستهجنة، إلى درجة يتراءى للمرء أنه أمام مجتمع أكثره بلا مبادئ؟!.
فعلى خلفية (وساخة) العضو السابق لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، عبد اللطيف بخاري، (تشرذم) الوسط بين مؤيد ضمناً، وبين رافض علناً، بين صامت لا تدري ماذا يختبئ وراء صمته، وبين مجاهر ولكنك لا تدري هل هو مع أو ضد، يعني بين البينين، مع أن المقاصد واضحة تماماً، وهي الطعن في شرف التنافس، وبالتالي فإنَّ المسألة لا تحتاج إلاّ إلى موقف موحد، ولاسيما في ظل عدم وجود أي أدلّة داعمة لموقف صاحب الإساءة؟!.
العجيب، والمريب، أن التهمة لم تقتصر على الهلال لكي نعذر الذين كيّفتهم (الشمّة)، وإنما شملت الأهلي والنصر الحاصلين على آخر بطولات الدوري بعد عقود من الجفاء والجفاف، إلا أن الأكثر مثاراً للتعجب والارتياب، إنما يتمثل بكامل تفاصيله في موقف اللوبي الإعلامي (النصهلاوي) من الأمر، وانحيازه لمناصرة البخاري حتى اليوم على طريقة (القطيع) وكأن القدح والطعن في أحقيّة كلا الفريقين لما حققاه مؤخراً حقيقة لا تستدعي، ولا تحتمل أي قدر من التأويل، وهنا أتساءل، مع يقيني ألاّ أحد فيهم يمتلك الشجاعة للإجابة : هل كان موقف اللوبي إياه سيكون على ذات الوزنيّة والوضعيّة من (الهوان) لو لم يكن الهلال طرفاً في الموضوع، مع ضرورة أخذ الفوارق الشاسعة بين الطعن في أمور قد حدثت، وبين أخرى محتملة الحدوث، بالاعتبار، وبذلك يتضح بجلاء كم هي رخيصة كرامة بعض الناس إلى حد ابتلاع الإهانة الموثقة بالصوت والصورة وهضمها هنيئاً مريئاً وهو في غاية (الانشكاح)؟!!.
وقبل ذلك ما حدث في حكاية (وشم) الروماني رادوي، وكيف تم التجييش ضده على كافة المستويات بدعوى الانتصار للقيم، فيما تبدلت ذات الدعاوى والمفاهيم تماماً اليوم ومعها القيم أمام (وشوم) (أيالا)؟!!.
لا أعتقد أن بيننا من نسي ذلك التعاطي الإعلامي المُزرِي مع قضية (منشطات نور) وما واكبها من المضحكات المبكيات !!.
ثم ما حدث بالأمس القريب جداً - أي منذ أسبوع تقريباً - من صخب وعويل على خلفية خسارة الاتحاد من شقيقه الشباب التي على أثرها تصدّر الهلال قائمة الترتيب، بحجّة أن الصدارة سُلبت من العميد وأُعطيت للهلال بأخطاء تحكيمية، ونسي هؤلاء، أو تناسوا أن العميد كان تصدّره أصلاً عن طريق ذات الأخطاء التحكيمية (لقاء الخليج)، ومع ذلك لم نقرأ أو نسمع في حينه من يتحدث عن تضرر الفرق الأخرى المتنافسة على مقدمة الترتيب حتى من قِبل الهلاليين أنفسهم باعتبارهم أكثر المتضررين، وقِس على ذلك ما شئت من الأحداث والقضايا؟!!.
القصد: بالتأكيد لسنا ملائكة، ولكن لا ينبغي، بل لا يجب أن نكون شياطين.
وقفات خضراء:
** بين الأخضر الشاب وإضافة مجد جديد للوطن (90) دقيقة، هي زمن مباراته اليوم مع نظيره الياباني، بالتوفيق إن شاء الله.
** من خلال لقائي دور الثمانية والأربعة، طبّق الأخضر الشاب وصيّة الشاعر العربي (أبو أذينة) حين قال:
(لا تقطعن ذنب الأفعى وتتركها
إن كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا).
** مدرب الأخضر الشاب، ابن جبل (منعا) الأشمّ، الكابتن سعد بن علي الشهري، يسير بخطى واثقة وثابتة إلى الأمام، موفق إن شاء الله.
** نجومنا الشباب: بيض الله وجيهكم.
بيت القصيد:
قل للضمير اللي توطّاه السواد
لا بارك الله فيك يا بير الردى