يوسف المحيميد
نشرت نيويورك تايمز الدولية في صفحتها بتويتر تغريدة موجهة للسعوديات مع صورة لامرأتين سعوديتين، بعباءتين أمام أحد محال الذهب، تقول التغريدة: «نود أن نتواصل مع النساء السعوديات. أخبرونا عن حياتكم وطموحاتكم وآرائكم في المجتمع السعودي»، وألحق بها رابط لفيلم وثائقي بعنوان «النساء أولاً» تناول التجربة الانتخابية النسائية السعودية، مع تأكيد على معاناة المرأة في مجتمع ذكوري، واستغلال كل صغيرة وكبيرة بهذا الشأن، وبعيدًا عن الفيلم، تحاول التغريدة حشد أكبر عدد من أصوات السعوديات، لنيل حقوقهن بوصاية أمريكية!
ليست النساء وحدهن يبحثن عن حقوقهن، بل حتى الرجال يبحثون عن مزيد من الحريات في كل دول العالم هناك الكثير من الشعوب تبحث عن حقوقها وحرياتها، لكن أي شعب أصيل في العالم لن يقبل مطلقاً بحرية مستوردة، تأتي من الخارج، إما على ظهر دبابة أو صحيفة أجنبية، فتكفي جنة الديمقراطية التي وعدت بها حكومة بوش الابن في عراق 2003، ولم يَعُد في عراق الآن سوى الفوضى والدمار، وبث المزيد من تنافر الأقليات والطوائف، والعمل على تقسيم العراق، وبيعه ليس للأعراق والطوائف العراقية، بل للدول الإقليمية في الجوار!
لن يضحكوا علينا كما ضحكوا على غيرنا، ولن يقبل عاقل أو عاقلة منا أن يفرضوا علينا أجندتهم، نحن نعرف ما نريد، ومتى نريد!
ويجب أن يكون لدينا جميعًا، نساءً ورجالاً، حاسة سادسة تجاه كثير من الدعوات التي تردنا، حاسة حذرة ومتوجسة مما يحدث حولنا، نعرف مصدر هذه الدعوات ونواياها وأهدافها، دون أن نخوض في مستنقعه.