د. ناهد باشطح
فاصلة:
«من يُراقب الريح كثيراً، لا يزرع بذرة أو نبتة»
-حكمة عالمية-
جهود صحيفة «نيويورك تايمز» واستبسالها في تشويه الحقائق عن المملكة هو عملها الصحفي المتسق مع أجندتها، ولذلك فهي لن تتوقف عنه هي أو غيرها من الصحف الغربية، إنما يستطيع إعلامنا أن يتفهم أهمية وجود وتفعيل الإعلام الأمني في هذه المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها «أزمة» حيث تتعرض بلادنا لحملات تشويه من قِبل الإعلام الغربي.
والسؤال الذي علينا أن نطرحه هو:
هل لدى وسائل إعلامنا أجندة أم أن أقسام الشؤون الدولية تغط في سبات عميق؟
ما هي أولويات وسائل إعلامنا للوصول إلى الجمهور؟
ماذا عن وجود الصحافيين الذين لديهم اهتمام بإدارة الأزمات؟
إننا نستنزف الوقت والجهد في محاولة إقناع الجمهور بأن لدى الإعلام الغربي تحيُّزاً ضد بلادنا، مع أن المصداقية لا يمكن الجزم بها تجاه الصحافة بشكل عام، فكيف بالصحافة الأجنبية إذا ما علمنا أن ثقافة الصحفي تُوضع في الاعتبار عند بناء الأخبار، وبالتالي هو عُرضة للوقوع في التحيُّز لعدم إلمامه بثقافة المجتمعات العربية واختلافها عن ثقافته، فضلاً عن وجود أجندة سياسية لدى صحيفته.
من الأفضل عدم الانشغال بتأكيد تحيُّز الغرب ضدنا، فالغرب متحيز ضد الشرق منذ عصر المستشرقين، ومن الأفضل إعداد خطط إعلامية لإدارة أزمة بث الإعلام الغربي لمعلومات مشوشة عن بلدنا، كما وأن من أهم خطوات إدارة الأزمات التوجه نحو الجمهور ببث الحقائق والمعلومات بشفافية.
الإعلام لدينا اليوم يقف مرتبكاً أمام ما تتعرض له المملكة وسياساتها من انتقادات، ولعل ملف المرأة من أغزر الملفات التي تغري أي صحافي غربي بالخوض فيها.
والنساء اللواتي استجبن لما طلبته الصحيفة الأمريكية من قصص عن معاناتهن هن نتاج إعلام لم يستطع أن يحمل على أكتافه مسؤولية توعية المجتمع بمعلومات كافية عن تطور الإعلام خارج مساحتنا للوصول إلى ما يهدد أمن المجتمع، إذ لا يقتصر الإعلام الأمني على معالجة القضايا الأمنية عن طريق الجهات الأمنية والإعلام الرسمي فقط، بل إنه يصبح مسؤولية جميع وسائل الإعلام للتعامل مع الأزمات.
لن نستطيع أن نغير إستراتيجية الإعلام الغربي، لكننا إن شئنا استطعنا تغيير إعلامنا تجاه التعامل مع الإعلام الخارجي بثقة أكبر وحرفية أعمق من مجرد الدفاع أو الإسقاط.