د. خيرية السقاف
يا لبؤسهم, وضعفهم, وجهلهم..
قبل أن ينجز الإنسان هذه الترسانة الفعّالة من أنواع السلاح, ولم يكن له من السلاح إلا الحجر, والمدية, والدرع, والسيف, أنزل الله طير الأبابيل ترميهم بحجارة من سجيل .. فهذا بيته الحرام,
وإنه كان كما تفعل إيران اليوم, زمن الأحباش, والقرامطة من تقصّدوا أقدس البقاع, التي لها ربها يحميها ويدافع عنها وينجيها,
عليه فكل من يقصد بيته هو المتكفل بحمايته, والدفاع عنه, مع تسخير رعاته بتوفيقه لهمتهم, ومقدراتهم..
حتى الطفل الغر يعلم, ويدرك, ويعرف, ويثق بأنّ بيتاً يُعتدى عليه بأي أنواع الاعتداء سيهب راعيه, وصاحبه للدفاع عنه, وإن كان من قش, أو أسمال من وبر,
فمن الذي في قدرة الله العظيم صاحب البيت العتيق حين يكون المقصد بيته المحرّم, ومشاعره المقدّسة الآمنة برعايته تعالى؟!
وقد وعد من يريده بظلم بعذاب عظيم , ولعل فشل المعتدي هو البداية في سلسلة عذابات الله لكلِّ معتدٍ أثيم..
فلتطمئني يا مكة , ولترفعي راية سلامك, وأمنك, ولتنامي قريرة العين..
غير أنّ الحدث بإطلاق "إيران" تخصيصاً صاروخها الأثيم عن رعاعها المستترين بصفاتهم, المحاربين لغاياتها وغاياتهم, لا ينبغي أن يهدأ الإعلام العربي المسلم, وذوو الأقلام الصادقة عن تصعيده, عن تفنيد وتفكيك نوايا وأفعال "إيران", عن اقتحامها أمن السلام, والحق, واحترام حدود الجوار, وسيادة الأوطان,..
إنّ الإعلام الوطني, وإعلام الدول المسلمة بين أيديهم اليوم حدث مهم, ودليل قاطع, وشاهد عدل صاروخ "إيران",
وفي جلاء فإنّ الشاهد فيه هو استهداف إيران لبيت الله المقدّس,
وهذا الحدث وحده مادة ثرية وخصبة للإعلام العربي والمسلم, وأوله الإعلام الداخلي ليفند, ويحلل, ويتتبع, ويربط, ويقارن, ويؤكد نوايا " إيران", وفساد جوارها, وسوء أفعالها, مهما كانت الأعذار عن جهة مفتعلة للصاروخ, فيها الكذبة واضحة, والتدليس للحقيقة جلي, فلئن زوروا مقصدهم بأنّ جهة الصاروخ موقع في جدة, أو الآخر موقع في الطائف، فإنّ سابق الأخبار عن إيران, وملف القضايا معها, كفيلة بأن لا تغفل للإعلام عين, ولا تهدأ له عزيمة, فما سرت به الركبان من أحداث بعثة حج إيران, والتفجيرات التي كُشف عن لثامها تورط إيران فيها, وسعيها للتدخل في شؤون الحج بزعم أحقية الدول المسلمة, والإمدادات التي بين الفينة والأخرى تدسها في حمولات للمحاربين الحوثيين في اليمن من أسلحة وصواريخ, وإيوائها للعناصر الإرهابية, وإعدادها العناصر المجرمة, وإشاعة الإرهاب, والطمع في السيادة العامة للمنطقة, ونحوه إنما هي أدلة لصيقة بإطلاق صاروخها نحو مكة..
لذا فإنّ " صاروخ" إيران لا ينبغي أن تهدأ وسائل إعلام الوطن, والخليج, والجوار, وكل ذي نخوة من العرب, والمسلمين عن ناره وإن سقط وفشل,
بل لابد أن يشعلها, ويوقدها قضية لابد أن تأخذ مداها على طاولة الأمم, وتضع حجمها في أعين العالم, تلك التي تدّعي العدالة, ومشروعية الحقوق,
عل حجراً من سجيل يسقط على بؤرة الظلم فيشظِّيها حيث يكون..,
وليأخذ الله بأُمّة محمد - صلى الله عليه وسلم - نحو القوة, والتمكين, فهو وحده تعالى من يمدها حين يعتريها ضعف بقوة, ويمكِّنها بنصره ما صدقت النية له تعالى, وصفت على هذا..
أما مكة فهي في أمان, وسلام, مدحور كل من يحلم بغير هذا..
إنه وعد الله الذي لا يخلفه.