د. عبد الله المعيلي
لم تعد إيران تخجل أو تتردد في التصريح بكل بجاحة عن وصفها بالصفوية والمجوسية، هذه حقيقتها وواقعها، وهذا ما تسعى إليه جاهدة مستخدمة كل قوتها الناعمة والخشنة في إحياء وجهها المجوسي الغابر، بعض المنتمين لها فكرًا وعقيدة ينكر إطلاق الصفة المجوسية على إيران، حيث يعدها دولة إسلامية، وهذا مثل النعامة تدس رأسها في التراب، إيران صفوية مجوسية، إسلامها المزعوم مجرد دثار تتدثر به للتغلغل في البلاد الإسلامية من أجل إفساد إسلامها الصحيح النقي من هذاءات المجوس ليسهل على إيران نشر مذهبها الفاسد بين أوساط المسلمين.
ومن دلائل مجوسيتها السافرة، وعلى مر التاريخ، تدثرهم بمحبة آل البيت، وخصوصًا الحسين رضي الله عنه، متناسين تمامًا الحسن رضي الله عنه، وكلهما في منزلة واحدة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند صحابته الميامين ومن تبعهم بإحسان، لكنهم وجدوا في مأساة استشهاد الحسين مدخلاً ومطية لإظهار محبتهم لآل البيت بصورة متكلفة، متجاوزين سيد المرسلين النبي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن أجل جذب مشاعر الناس واستقطابهم تحت عباءة المجوسية القذرة، لجؤوا إلى صناعة روايات بكائية حزينة في مأساة استشهاد الحسين، نسجوها من خيالاتهم وهذاءاتهم المرضية ليضمنوا التأثير في مشاعر الناس والتأثير عليهم والسيطرة على قلوبهم وبالتالي على عقولهم، وهذا ما حصل فعلاً حيث تبعتهم الدهماء من الناس المسلمين الذين يجهلون حقيقة ما حصل في مأساة استشهاد الحسين رضي الله عنه وعن والديه، التي آلمت كل مسلم فلم يرض بها ولا عنها ولا يؤيدها بأي حال من الأحوال، ومن المؤلم أن من زعم أنه معه في حينها خذله وتخلى عنه وكان سببًا في حصول المأساة، فالزمرة التي تدعي أنها من شيعته، يصدق عليهم مقولة: يقتل القتيل ويمشي في جنازته، الشيعة هم من خذل الحسين حيث تخلوا عنه وكانوا سببًا في مأساة استشهاده.
ونظرًا لطغيان هاجس المجوسية في عقولهم، وألم تحطيم الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه تاج كسرى، والقضاء على كل صور أمجاد فارس المجوسية، جاءت معاداتهم السافرة البجحة لعمر الفاروق، وصنعوا الكثير من الروايات البكائية الحزينة التي أدعو فيها أن عمر رضي الله عنه كسر ضلع فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وغيرها من الروايات كثير كلها يظهر بغضهم الشديد لمحطم أمجادهم الداثرة، ومن هذا يتبين مدى حسرتهم على القضاء على تاريخ المجوسية الفارسية، وكرههم لكل ما هو عربي، وبالتالي كرهوا الإسلام الذي بلغه العربي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وحتى لا يتصادم معممو المجوسية بالمسلمين، ويجاهروا بعداوتهم للإسلام، تدثروا بحب آل البيت، فالحب هو المدخل المناسب الذي يستقطبون به مشاعر الناس وتعاطفهم مع المعممين وبالتالي تصديق مقولاتهم المصنوعة ضد رموز الإسلام وصناع مجده وتاريخه، من أجل الوصول إلى أهدافهم المتمثلة في كره الإسلام والمروق منه، وإحياء مشاعر التعاطف مع المجوس واتباع ملتهم وعقائدهم الفاسدة المعتمدة على استعباد الناس وإذلالهم.
الواقع خير شاهد وأصدقه على تحقيق بعض ما يهدفون إليه، ففي العراق تراق دماء المسلمين السنة يوميًا بأيدي الحشد الشيعي الذين يردد (يا حسين)، وفي سوريا الجريحة بأيدي المجوس، وفي اليمن، علت أصوات كلها تمجد رموز المجوس المعممين.
فلا ذكر لله تعالى، ولا لرسوله صلى الله عليه وسلم..
فهل من مدكر؟ هل من معتبر؟