رقية سليمان الهويريني
الإجراء الحضاري الذي اتخذته وزارة الحرس الوطني برفع اللياقة البدنية لدى منسوبيها العسكريين يعد من الإجراءات السليمة لاسيما فيما يخص رشاقة العسكريين، والملاحظ للأسف زيادة وزن بعض الضباط بصورة لافتة وغير مقبولة.!
ولا شك أن مهام العسكري تتطلب أن يكون ذا لياقة تتناسب مع وظيفته، في الحالات السلمية والحربية، سواء في ساحات القتال أو ميادين الأمن أو باحات العمل.
الجميل في القرار الذي نشرته الجزيرة أنه جعل اعتماد اللياقة البدنية شرطاً أساسياً لترقية الضباط من رتبة ملازم إلى رتبة رائد في كافة قطاعات الحرس الوطني بهدف رفع المعدل القتالي واللياقي لدى منسوبي الوزارة. والأجمل هو عدم ترك الضباط يبحثون عن نواد رياضية للياقة حسب اجتهادهم، ولكن تم تدريب وتأهيل 4200 ضابط قبل ترقيتهم إلى الرتب التي يستحقونها من خلال تنظيم دورات تأهيلية في مجال اللياقة، وذلك في المدينة الرياضية المتكاملة التابعة للوزارة، مما يضفي علامة بارزة ونقلة نوعية في مسيرة الحرس الوطني حيث تهدف هذه المدينة لرفع الجاهزية القتالية لدى الضباط والأفراد وبناء الفرد العسكري بدنياً من خلال إعداد دورات للياقة الضباط والأفراد والاهتمام بالتربية الرياضية كونها تساعد وتساهم وتؤهل الضباط تأهيلاً عالياً في هذا المجال للقيام بواجبهم خير قيام.
وأرجو العمل بهذا القرار وبذل الاهتمام بمظهر الضباط والأفراد، فليس أجمل من عسكري يتميز بحركة وخفة وانطلاق مما يعطي انطباعاً جيداً عن نشاطه ويكمل متطلبات القيافة المطلوبة لدى العسكريين، برغم أن التطبيقات العملية العسكرية التي تعد جزءاً رئيساً من المنهج الدراسي هي بالأصل حركات لياقية، ولكن يحتاج العسكريون لدورات تأهيلية في الرياضة ورفع الأثقال والتمارين المختلفة، لاسيما ممن تكون طبيعة عملهم مكتبية أو ميدانية دون بذل جهد مثل المسؤولين عن تنظيم المرور أو الدوريات الأمنية الذي يعتمد عملهم على استخدام المركبات.
ولا يفوتني في هذا الشأن التذكير بضرورة العمل على اللياقة الفكرية والثقافية التي ينبغي أن يتسم بها الضباط والأفراد وما تمنحه من صورة سامية، وترتقي بهم وتغير الانطباع الاجتماعي السائد عن الضباط بأنهم عسكر وحسب!!