توالت أفراح الكرة السعودية مع توالي إنجازاتها وتحقيق مكتسبات أكبر على عدة أصعدة، فبعد النتائج الكبيرة والرائعة التي حققها الصقور الخضر والتي أبهجت الجميع في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم وتصدرهم للمجموعة الحديدية في طريق العودة للمونديال في روسيا 2018م، ها هم شباب الوطن يسلكون مسلك الكبار ويصنعون الفرح الممزوج بالمتعة وهم يحققون أغلى انتصار في نهائيات كأس آسيا للشباب برسم التأهل لمونديال العالم للشباب بعد فوزهم المثير والهام على المنتخب العراقي والذي حقق من خلاله شباب الوطن عدة مكاسب هامة أهمها التأهل لكأس العالم للشباب 2017م في كوريا وهي المرة الثامنة في تاريخ المنتخب السعودي للشباب الذي يتأهل فيها لنهائيات كأس العالم للشباب هذا بالإضافة لتأهله لدور الأربعة لكأس آسيا للشباب المقام في مملكة البحرين، وقد جاء الأخضر الشاب في مجموعة ضمت إلى جانبه كلاً من منتخبات البحرين «المستضيف» وكوريا الجنوبية وتايلاند، ورغم تعثر الأخضر في أولى مواجهاته مع البحرين في افتتاح لقاءات الأخضر إلا أن شباب الوطن عادوا سريعاً كعادة الكبار في باقي لقاءاته أمام تايلاند ومن ثم كوريا الجنوبية ليتأهلوا لدور الثمانية ويقابلوا العراق ليأتي التأهل من بوابة العراق بركلات الترجيح بعد التعادل الكبير والمثير في اللقاء (2-2)، ليأتي الحسم من نقطة الجزاء، والرائع والمثير جداً حد البهجة أن الانتصار والإنجاز الكبير تحقق بسواعد سعودية خالصة قادهم تدريبياً المميز الكابتن سعد الشهري وساعده في الجهاز الفني صالح المحمدي وهم من خيرة شباب الوطن لبوا نداء المنتخب وحققوا معه أروع انتصارات تضاف لإنجازات ومكتسبات الكرة السعودية، مؤكدين وبما لا يدع مجالاً للشك أن كوادر وكفاءات الوطن تبدع وتقدم الكثير متى ما وضعت فيها الثقة، ألف مبروك لمنتخب الشباب التأهل المستحق لنهائيات كأس العالم 2017م في كوريا، وهو التأهل للمرة الثامنة في تاريخه، وعقبال أن يتحقق الحلم الأكبر بتأهل الصقور الخضر لمونديال روسيا 2018م.
العابد أستاذ الكرة
واحد من أهم نجوم الكرة السعودية الدوليين قدم نفسه بقوة هذا الموسم، هو نجم الوسط المميز وصاحب التمريرات الأروع والأذكى هو بكل بساطة نجم الهلال والمنتخب السعودي الأبرز نواف العابد، لاعب من صنف الكبار قدم نفسه من خلال ما قدمه للزعيم منذ قدومه لأروقة الكيان الأزرق، فقد تدرج في خدمة الهلال منذ الصغر ومن خلال الفئات السنية أي تشرّب حب الزعيم على مضض حتى بات أحد أيقونات العشق الأزرق، التحق بالفريق الأول موسم 2009 - 2010م، إبان إشراف البلجيكي جيريتس على الهلال فنياً واستطاع بمستواه أن يلفت نظر واهتمام الداهية جيريتس له وضمه بالتالي لصفوف الفريق الأول ليبرز في صفوف النادي الأزرق ويحقق مع الهلال أكثر من عشر بطولات خلال هذه الفترة القصيرة تفرقت ما بين دوري وكأس ولي العهد وكأس الملك وسوبر، ساهم العابد في تحقيقها بشكل مباشر مع زملائه اللاعبين وبشكل كبير، مسيرته مع المنتخبات الوطنية أيضاً بدأها منذ وقت مبكر، حيث شارك مع منتخبات الفئات السنية من ناشئين وشباب، وكانت أبرزها مشاركته مع منتخب الشباب عام 2008م في تصفيات آسيا للشباب التي أقيمت في الدمام وقدم فيها مستوى وأداء ملحوظا لفت به أنظار العديد من النقاد على المستوى الآسيوي، أما مشاركته مع المنتخب الأول فقد كانت البداية عام 2011م في تصفيات كأس العالم. قدم نواف العابد نفسه هذا الموسم بشكل رائع ومميز وأعاد لنا شيئا من بريقه ولمعان أدائه الذي أثرى به الساحة الكروية، استطاع أن يحقق أفضلية على المستوى والجانب الشخصي من خلال تحقيقه لجائزة أفضل لاعب في ثلاث مباريات من أصل أربع مواجهات خاضها مع المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018م في روسيا، مسجلاً أربعة أهداف من أصل ثمانية أهداف اعتلى من خلالها الأخضر لصدارة الترتيب في المجموعة الحديدية. وجميع الجوائز الشخصية التي نالها نواف العابد تحققت بفضل الله أولاً ومن ثم تعاون زملاءه اللاعبين وكذلك الجهد الكبير والوافر الذي بذله اللاعب في جميع المباريات مما رجح كفة المنتخب السعودي وفوزه وتحقيقه نجاحاً باهراً ومواصلاً تقدمه في التصفيات دون هزيمة. ما تم ذكره سلفاً هو مجرد النذر اليسير عن اللاعب الموهوب نجم خط وسط الهلال والمنتخب السعودي نواف العابد الذي يعد بمثابة ترمومتر الكرة السعودية قاطبة في الوقت الراهن وبالذات متى ما كان في مستواه الحقيقي وحافظ على أدائه وعطائه فحتماًسيحقق ما يصبو إليه ويأمله منه جمهوره وطلائع محبيه سواء في الهلال أو في المنتخب.
عمر القعيطي - جدة