خسر الهلال مباراة الكلاسيكو وخسر معها الصدارة.. في تكرار متشابه للمباريات الكبرى التي يخوضها منذ موسمين، مما يؤكد أن هناك أخطاء ترتكب في هذه المواجهات النديّة ولا تجد الحل من قبل مسيري الفريق. ولعلهم لم يدركوا أن هناك أخطاء فضلاً عن تشخيصها ومن ثم علاجها.
فالهلال كالعادة كان الأفضل فنياً قبل المباراة والمرشح الأول للكسب، ولكنه خسر، مثلما خسر من الاتحاد الموسم الماضي في مواجهتي الذهاب والإياب وخسر من الأهلي أيضاً. ويخسر أيضاً في المواجهات الآسيوية الكبرى من فرق أقل منه فنياً.
والسبب الأول في خسارة البارحة وخسارة الكثير من المواجهات التنافسية الكبرى والحاسمة هو ضعف التحضير الإداري للفريق، وغياب الحافز والدافع النفسي والمعنوي لدى اللاعبين. غياب الروح والحماس، وهي العوامل التي (تشتغل) عليها إدارات الأندية الأخرى عند مواجهة الهلال.
فالروح والحماس المشتعل في نفوس اللاعبين جعل من الاتحاد فريقاً شرساً في الملعب لا يعطي الخصم فرصة الاستحواذ أو امتلاك الكرة أو حرية التصرف بها.
لاعبون صغار وصاعدون وكثيرون لا يعرفون أسماءهم كالسميري ومندش كانوا نجوماً كباراً بروحهم العالية بعطائهم المتقد داخل الملعب. تجاوزوا نجومية العابد وخبرة هوساوي ومهارات سالم الذين اكتفوا بالفرجة على إبداعات نجوم العميد واشتعالهم في الملعب. وفاقد الشيء لا يعطيه. فالهلال يفتقد للشخصية الإدارية التي تكمل عمل المدرب في تحضير الفريق للمباريات الكبرى. الإدارة التي تجعل اللاعب يعيش حالة تحدي مع نفسه أولاً ثم مع منافسه. ففي الفريق الهلالي هناك لاعبين حصلوا على صكوك ملكية لبعض الخانات والمراكز على خارطة الفريق، تجاوزوا العمر الافتراضي للاعب الكرة وتجاوزهم الزمن. ويرحل مدرب ويأتي مدرب وهم في مواقعهم. أما الصاعدون من الشباب فيخرجون من الباب الخلفي للنادي معارين أو منسقين لأندية أخرى.
هناك أفضلية فنية لكثير من لاعبي الهلال لكن هناك قلوب من ثلج وأقدام باردة بسبب غياب الرؤية الإدارية التي تضع الأمور في نصابها الصحيح بإبعاد من انتهى دوره وأصبح وجوده سلبياً على بقية الفريق، ومحاسبة المقصرين وتحفيز الآخرين والعمل على الجانب النفسي والمعنوي والتحضير الذكي للمباريات الكبرى.
لقد تفوق الاتحاد بالروح العالية التي افتقدها الهلال ويفتقدها عند كل مباراة تنافسية كبرى، لأنه يفتقد الشخصية الإدارية المؤثرة في نفوس اللاعبين. فالعمل لفريق كرة القدم ليس تسجيل حضور وانصراف وترتيب حجوزات طيران وفنادق، ولكنه أكبر من ذلك بكثير. وإذا كان من يملك القرار الهلالي الحالي لا يعرف متطلبات العمل الإداري للفريق الكروي فليسأل من نجح وأبدع في ذلك من داخل ناديه أو خارجه.