الكل يتساءل عن سر (انتفاضة) الأخضر، في التصفيات الآسيوية المؤهلة، لكأس العالم 2018، فبعد أن كان مستبعداً تماماً من الترشيحات، في الداخل والخارج، إذا به يعتلي صدارة مجموعته! ولا ننسى هنا تصريح مدرب تايلند، والذي يقبع فريقه الآن، في مؤخرة مجموعتنا دون نقاط! حين قال بكل (صلف): مباراتنا مع السعودية تحضير لأستراليا واليابان!! هذا التصريح المستفز، وعدم الثقة بلاعبي الأخضر، خصوصاً في الداخل من أبناء وطنهم، هو في الواقع أبرز الأسباب، لانتفاضة لاعبي الأخضر، فتلك التثبيطات والتحديات، خلقت فيهم طاقة (جبارة) لتحدي الكل، وإثبات وجودهم ولم يكتفوا فقط، بمزاحمة فرق المجموعة (الحديدية) والتي تضم أقوى الفرق في غرب وشرق آسيا على حدٍ سواء، بل قفزوا لسدة المجموعة, بعد مباراة العراق، كتبت مقالاً تحدثت فيه عن أمر هام جداً، يحتاجه الأخضر لينتفض ويحقق الأمل، وهو التوقف تماماً عن النقد، بغض النظر عن المستوى الذي يقدمه المنتخب، خصوصاً وهو يحصل على النقاط كاملة، وتعويض هذا بالوقوف مع الأخضر وإحياء الأمل والثقة في نفوس لاعبيه، هذا الأمر تحدّث عنه وطالب به، مدير المنتخب زكي الصالح، حين قال: نحتاج دعمكم ووقوفكم مع المنتخب، في وقت الشدة، وليس في وقت الانتصار والفرح فقط، وتحدث عنه نواف العابد، بشكل مباشر وصريح وبلغة دارجة حين قال: «حنا بشر نحس» إذا أردتو الانتصارات عليكم بدعمنا وليس تقريعنا! أيضاً ذات الحديث قال به تيسير الجاسم، وغيره من اللاعبين، ومن أسر هذا الأمر في نفسه، من اللاعبين أكثر ممن جهر به، وتخفيف حدة النقد من قبل الإعلام والجمهور، والالتفاف تماماً حول المنتخب بعد مباراة العراق بلا شك، كان له أثر كبير، في ثورة الأخضر، أيضاً هناك عامل مهم، ساهم في عنفوان المنتخب، وساعد في ظهوره بهذه الحلة (البهية) وهذا الانضباط الفني العالي، وهو العمل الجبار الذي كان يقوم به، مدير المنتخب والمشرف العام عليه، والمدرب، وقد كنا نجهل العمل الذي يقومون به في الحقيقة، فقد كانوا يؤثرون العمل بصمت طوال الوقت الماضي، لكن من استمع إلى حديث زكي الصالح وطارق كيال، بعد مباراة الإمارات، يدرك مدى الانضباط والشغل الإداري والفني، الذي كان يدار خلف الستار، استمرار مارفيك مع المنتخب وتجديد الثقة فيه وتجديد عقده، كان أيضاً من أبرز أسباب النجاح والاستقرار في المنتخب، ويرجع الفضل فيه لحلم وبعد نظر إدارة المنتخب، رغم كل الانتقدات التي طالته، والمطالبات بتغييره، أخيراً بقي أمر هام جداً، علينا أن نتنبه له، ألا وهو عدم المبالغة في التعاطي مع انتصارات المنتخب، فتكسير مجاديف اللاعبين أمر مهلك ومضر، ومثله الفرح الزائد عن حده، فلا ضرر ولا ضرار، فالمبالغة في الفرح، وزف منتخبنا من الآن لموسكو، شيء قد يحد كثيراً من جهد اللاعبين وطاقتهم، ويدخل الثقة الزائفة إلى نفوسهم ويتسبب في تراخيهم، ولنا في ذلك تجارب كثيرة، ويجب أن نعي وهم قبلنا، أننا ما زلنا في نصف المشوار، وأمامنا تحديات أكبر بكثير من السابق، فنحن سنلعب جل مبارياتنا خارج بلادنا، فضلاً عن أن حظوظ منافسينا ما زالت قائمة، ولو لم نتعامل بواقعية وحذر شديد مع الأمر ربما نجد أنفسنا في الملحق.
- صالح الصنات