الجزيرة - أحمد المغلوث:
تمتاز بلادنا ولله الحمد بامتلاكها سواحل متعددة في الشرق والغرب، مما جعل لهذه السواحل أهمية كبرى في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياحية. وفي هذه السواحل خصوصا القريبة من المدن تقع العديد من المناطق السياحية المختلفة، ففيها مدن ترفيهية ومنتجعات وشاليهات وحتى مظلات ومسطحات خضراء.. كل هذا شيء جميل ويدعو للبهجة والفرح ويتوجه الآلاف بين فترة واخرى لهذه السواحل وتلك المنتجعات وبشكل خاص ايام الاجازات وعطلة نهاية الاسبوع للاستمتاع بقضاء اوقات طيبة مع الاهل والمعارف.. أما الشيء غير الجميل هو ان بعض هذه السواحل تعاني من ظاهرة التلوث وافتقارها للاهتمام المطلوب.
إن الاهتمام بسواحلنا المختلفة وما فيها من بيئة بحرية تشكل مورداً مهماً للغذاء وللحياة الفطرية للمخلوقات البحرية، الامر الذي يجعلها مهمة لمن يعيش بجوار هذه السواحل ولتساهم في ذات الوقت في عملية الجذب السياحي للمواطنين والمقيمين على حد سواء.. اضف الى ذلك ما تحققه جماليات المكان ونظافته من مكاسب مختلفة اجتماعية وسياحية واقتصادية، لذلك من الضروري ان يتضاعف الاهتمام بصحة بيئة سواحلنا للمواطن وللكائنات البحرية المختلفة.. وهنا تأتي ضرورة المحافظة على هذه السواحل وبيئتها ونظافتها بصورة دائمة لا تكون خلال المواسم أو المناسبات، بل تكون على مدار شهور العام.. ولتكون بعيدة عن التلوث او كل ما يتسبب في المخاطر على الحياة البحرية وجعلها بمعزل عن المؤثرات السلبية التي تؤثر في البيئة الساحلية.
وعندما نعنى بهذه السواحل وحتى بداخل البحر نفسه سوف ينعكس ذلك بالايجاب على نتاج الثروة البحرية « السمكية « كونها تشكل موردا اقتصاديا كبيرا وهاما للعاملين في الثروة السمكية وحتى الاقتصاد الوطني، وجميعنا يعلم ان هناك دولاً عديدة في العالم يعتمد اقتصادها على مواردها البحرية المتنوعة خصوصا الثروة السمكية والكائنات البحرية الأخرى.
وكلما كانت البيئة البحرية نظيفة وبعيدة عن التلوث كانت النتائج الاقتصادية كبيرة وفاعلة.
وفي العقود الاخيرة شهدت سواحلنا بل سواحل الخليج عامة ظاهرة التلوث بصورة بشعة، فهناك التلوث القادم من مخلفات السفن.. وبقع الزيت.. وتلوث المناطق الساحلية بالعديد من المواد والمخلفات مما تسبب في نقص الاكسجين في مياه البحر المجاور لهذه السواحل والشواطىء، الامر الذي ساعد على نفوق مئات الآلاف من الأسماك والكائنات البحرية وحتى النباتات وطحالب وعوالق مختلفة وفي العديد من مدن الخليج وحتى المملكة.
وماذا بعد ان تلوث البيئة البحرية وتشوه جماليات سواحلنا البحرية في كل مكان؟ تتسبب فيه كما هو معروف عوامل عديدة، منها عوامل مباشرة عبر ما يرمى فيها من مخلفات وملوثات او بقايا محروقات وجميعها فتش عن الإنسان الذي يتعامل مع هذه البيئة سواء كان عاملاً أو زائراً أو حتى ممن يعملون في مناطق صناعية مجاورة لهذه السواحل.. فالتطور الصناعي والاقتصادي ساهم أيضاً في تلويث البيئة البحرية على مدى عقود.. فالمخلفات على اختلاف أشكالها وأنواعها ساهمت بحدة في تأثر المناطق الساحلية وبيئتها البحرية الجميلة.. فهناك مصانع ترمي مخلفاتها في البحر او حتى بعض المساكن المجاورة للشريط البحري.. هذه المخلفات وما فيها من مكونات معدنية أو غيرها ساعدت على وجود خلل وعدم توازن بيئي في هذه السواحل والبيئة البحرية بشكل عام.
وماذا بعد نظافة وجمال وروعة سواحلنا البحرية وبيئتنا في هذه الاماكن؟ انها مسئولية تقع على الجميع مسئولين في جهات الاختصاص ومواطنين ومقيمين وحتى زائرين، فلتزرع كاميرات مراقبة في هذه المناطق، ويجب الكتابة وبالخط العريض في لوحات تنصب في اكثر من مكان وتسلم نسخ لرواد هذه السواحل عند مدخل مناطقنا الساحلية تحذر من رمي المخلفات او تلويث البيئة ويجب أن يشار في التعليمان بأنه سوف تعرض صور من يرتكب المخالفة بدون تردد، وليس هناك حرج من اعتماد هذه التعليمات، فدول كثيرة قبل ان تدخل اليها سبق لك التوقيع على كل ما له علاقة بنظامها.. مما يجعل كل زائر لها ملتزماً بهذه التعليمات.