فهد بن جليد
كل كذبة جديدة تكذبها ثبت علمياً أنها تؤثِّر في (دماغك) ليتقبل المزيد، بناءً على قاعدة (الكذب يجرّ الكذب)، فمشاعر (مقاومة الكذب) تتناقص، مقابل تعاظم هذا السلوك (بالتكرار) ليصبح جزءاً طبيعياً من شخصيتك، فالكذاب بدأ أولاً بكذبة صغيرة (بيضاء) في مرحلة ما من عمره، ثم تطورت الأمور إلى الاحتراف، مع عدم القدرة على التخلص من هذه العادة!
لنبدأ بالشق العلمي أولاً، فقد توصل باحثون مؤخراً (بجامعة لندن) إلى نتائج مُخيفة تتعلّق (بتوليد الدماغ) لمزيد من الكذب للتخلص من المواقف المحرجة وخلافها، بعدما كان (الدماغ) غير مرتاح (لأول كذبة) من خلال شعوره (بتأنيب الضمير)، ولكن هذا الانزعاج تلاشى تدريجياً - بحسب الدارسة - مع كل كذبة أخرى، ليتكيَّف الدماغ مع دوره الجديد بقبول (الكذب، الغش، الخداع، الخيانة، تزوير الحقائق .. إلخ), وهو ما يجعل مهمة اكتشاف الكذاب أو المخادع مسألة (بالغة الصعوبة) كونه يمارس ذلك بارتياح، وبشكل طبيعي جداً!
هذه النتائج العلمية تضعنا أمام (حقيقة مُحيِّرة) فيما يتعلّق بكيفية التعامل مع كذب الصغار؟ فالقبول (بكذب الأطفال) يؤدي إلى امتهانه في الكبر والاعتماد عليه كأبسط وأسرع الحلول، العلماء يرون أن تعلّم الكذب (قبل السادسة) يتم بالصدفة ولا يجب تأنيب أو مُعاقبة الطفل عليه، الحل بالصمت، أو إضافة معلومات حقيقية على القصة، بينما يكون (عادة) يجب التدخل لمنعها بعد هذه السن، وهو ما يُفسّر الدور الذي يلعبه (الدماغ) في مراحل العمر!
لا أعرف ما الذي أغرقنا في (جدلية) كذب الصغار؟ لنحاول مُعالجة (كذب الكبار) لعلنا (ننعش الدماغ) ونعيد (إحياء الضمير) من خلال خطوات (علمية) ذكرها بعض الباحثين!
كل الحلول تبدأ (بمخافة الله) أولاً؛ فالرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً، الخطوة التالية معرفة أن الكذب (ليس حلاً)، بل هو مشكلة جديدة، تجنب ما يدعو للكذب، تذكَّر أنك عندما تكذب فإنك تجعل شخصاً آخر (خفياً) من حولك (أخاً، ابناً، زوجةً .. إلخ) يكذب أيضاً لأنه يعرف الحقيقة، مُحاربة تكاثر الكذب (صعبة) في البداية ولكن النتائج مُريحة بعد ذلك.. لن أكذب عليكم، هناك المزيد ولكن المساحة انتهت!
وعلى دروب الخير نلتقي.