«الجزيرة» - عبد الرحمن اليوسف:
قال معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى في كلمة له بمناسبة إقامة منتدى البكالوريا الدولية الذي تنظمه مؤسسة الملك فيصل الخيرية، بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية في الرياض: إن للتعليم دوراً محورياً في نهضة الأمم وتعزيز مكانتها الحضارية، وما اجتماعنا اليوم في هذا المنتدى، إلا مؤشر واضح على الأهمية التي يحظى بها التعليم من كافة القطاعات الحكومية والأهلية بوصفه أساس كل تنمية ومحور عمليات التطوير والإصلاح، وجوهر الاقتصاد العالمي الجديد الذي تراجع فيه دور محركات النمو التقليدية لصالح الاقتصاد القائم على المعرفة بما يتوفر عليه من مقومات أهمها الموارد البشرية المؤهلة معرفياً ومهنياً ونفسياً.
وأضاف العيسى قائلاً: لقد جاءت رؤية المملكة 2030 منسجمة مع المشهد العالمي المعاصر بما فيه من فرص وتحديات، فكان للتعليم دور هام في هذه الرؤية التي اشتملت على مقاربة شاملة للمنظومة التعليمية، وتصور متكامل لتطوير التعليم في المملكة بدءاً بالتعليم ما قبل المدرسي وصولاً للتعليم العالي، فحددت عدداً من المحاور والأهداف الرئيسة لرفع جودة التعليم في مختلف مراحله، بما في ذلك إعداد المعلمين وتأهيلهم، وتطوير المناهج وأساليب التدريس والتقويم، فضلاً عن التأكيد على ضرورة نشر ثقافة البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز دور الأسرة في العملية التعليمية لتكون مخرجات العملية التعليمية طلاباً لا يمتلكون المعرفة فحسب، بل يمتلكون القدرة على توظيف هذه المعرفة، وتحقيق الفائدة العملية منها.
واستطرد وزير التعليم: لقد تعرفت عن قرب على برامج البكالوريا الدولية من خلال المشاركة في مؤتمرات المنظمة الإقليمية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وشاركت في نقاشات واسعة حول المنهجية التي تعتمدها المنظمة في بناء مناهجها، ومن ذلك تشجيع الطلاب على البحث عن المعلومة والمعرفة وتطوير قدراتهم الإبداعية من خلال المشاركة الفاعلية في العملية التعليمية وتحويل دور المعلم من مُلقن إلى مُيسر ومُساعد في التعلُّم، كما أُعجبت باهتمام المنظمة ببرامج تدريب المعلمين وجعل ذلك ركناً أساسياً في الترخيص لتقديم برامج البكالوريا الدولية.
وأبان أن الوزارة تسعى إلى تطوير المناهج والبرامج التعليمية في نفس الاتجاه لرفع مشاركة التلاميذ في العملية التعليمية وتخفيض نسبة التلقين والحفظ والتحوُّل إلى التعلُّم التفاعلي لشحذ ملَكات التفكير الناقد والتساؤل والاستكشاف وتحويل مركز الاهتمام في العملية التعليمية من المعلم إلى الطالب، وقد بدأنا ولله الحمد في برامج تدريب المعلمين، حيث سيغادر المملكة خلال الأسبوعين أكثر من 700 معلم في برنامج تدريب دولي، هذا بالإضافة إلى التدريب المحلي الذي ينفذ على أكثر من مستوى في منظومة التعليم.