يا راحلينَ
تمهَّلوا
وخذوا هباءَ متاعِكُمْ
معَكُمْ
ولا تُلقوا لي شيّ
إني أنا الماضي
بقفرِ الصبرِ
والإمحالِ
لا أرنو لفيّ
إني أنا العاشقُ
للأحلامِ
للإحساسِ
لا سلمى وميّ
والشّعرُ
والأنسامُ عاطرةً
أساوِرُ في يديّ
إني ارتسامُ الغيمةِ الدكناءِ
في الأفقِ العليّ
آتي شموخًا
أمطرُ الدنيا
ولا تبكي عليّ!
يا راحلينَ
مع المساءِ المُمطرِ
الساجي
كَفى!
عزفُ الرحيلِ
بنايِكُمْ
ينشُزُ حتى أَجْحفا
لا تُتقنون العزفَ
لا تَمضونَ في صَمتٍ
على وقعِ الوفا
لا ترفعونَ مَعاوِل التسفيهِ
عن قلبي
ولا فأسَ الجفا
امضوا على دربِ الرحيلِ
خسرتُمُ قلبًا
سماويّاً
يقيكُمْ بَرْدَ غُربتِكُمْ
يخافُ عليكُمُ
جمرَ الحَفا
يا راحلينَ
تلبَّثوا
لا تذهبوا
لم أعطِكُمْ صَكَّ السماحْ
لا زالَ في قلبي من التثريبِ
ما أضنى الصياحْ
لا زالَ في قلبي من اللومِ المُكفكَفِ
والنُواحْ
لا أستطيعُ العفوَ
مثل الأنبياءِ
الأنقياءِ
كما الصباحْ
حاولتُ أن أستلهمَ الصُّبحَ الذي
ينسى بفجرِ العفوِ
ديجورَ الجراحْ
حاولتُ أن أهفو
كعصفورٍ
مضى ينفضُ دمعَ الأمسِ
مع بللِ الجناحْ
يا راحلينَ مع الرمادِ
توقّفوا
إني بَشَرْ
في قلبيَ المفجوعِ
في إحساسهِ
ما ليسَ في أذهانِكُمْ قطعًا يَمُرْ
يا راحلينَ
ترفَّقوا
هذا الأمرّ
أن تعبُروا فوقَ الفؤادِ
ململمينَ متاعَكم
والقلبُ لم يقضِ الوطَرْ
... ... ...
* من ديوان (إني مسني الشعر)
26 /5 / 1436
- شعر/ أسماء الجوير