سعيد الدحية الزهراني
أمريكا تدوزن للعالم موسيقاها التي تستمزج.. ويسهر الخلق جراها مدافعين ومتبرئين ومحللين ومولولين.. وأمريكا حين تصنع معايير الوصلات التي تتلقفها آذان العالم فهي في حقيقة الأمر إنما تصنع مشروعية مصالحها في الوجدان العالمي.. عملية برمجة يصدقها حتى من تغني أمريكا لفنائهم!!
المزاج الأمريكي لا يطرب إلا للصوت الذي يغني لمصالحه.. والأذكياء هم من يستطيعون الاقتراب أكثر من مايسترو القرار الأمريكي.. ليحافظوا على مصالحهم. واقتراب إيران من مايسترو القرار الأمريكي تم بسببين: إرادة المايسترو نفسه.. واجتهاد فرقة الموسيقى السياسية الإيرانية.. فيما لا نزال نحن نعيد الحوار ذاته: قال ابن عباس حدثتنا عائشة (الذي أشعل منتدى أسبار الإلكتروني مثلما أيقظ هواجس طقس الوطن).
هل تتذكرون البعبع العراقي الذي أرعبت أمريكا العالم منه ومن شروره بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل؟! وعلى إثرها قادت الولايات المتحدة حربها على العراق العام 2003م.. ليظهر في منتصف هذا العالم 2016 الرئيس البريطاني السابق توني بلير معتذرًا عن تلك الحرب التي قادتها أمريكا وحليفتها فيها بريطانيا بالظن والوهم!!.. الآن تعالوا لنتأمل واقع العلاقة الأمريكية بالنظام الإيراني الذي يمتلك برنامجًا نوويًّا معلنًا.. لماذا اختلف الموقف؟ لا لشيء سوى لإدارة أمريكا التي إن أرادت شيئًا جعلت العالم كله يتحول إلى أداة لشرعنة ما تريد..
...
كل ما في الأمر لا علاقة له بغير مصالح أمريكا.. وكل ما في الأمر لا علاقة له بغير فعلنا السياسي.. وهو فشل حديث عهد.. ساهمت فيه عوامل الإزاحة والإحلال.. وإن أردنا أن تغني أمريكا لنا فعلى السياسي لدينا أن يقترب أكثر من المايسترو الأمريكي مثلما كنا سابقًا.. وأدوات الاقتراب يعيها السياسي الرشيد، ولن تعييه.. فقط علينا أن نحذر من الانصياع لمطالبات التغيير وادعاءات الإصلاح التي يرددها البعض استرضاء لأمريكا.. بطبيعة الحال علينا أن نتجدد ونتطور ونتغير ونبادر بالإصلاح الذي يحقق مصالحنا.. لكن ليس لننال رضا أمريكا.. لأننا إن فعلناها فسنفقد حينها كل شيء: ثقافتنا وهويتنا ومصالحنا.. ثم لن ترضى أمريكا..
...............
* كتاب الدكتور فهد العرابي الحارثي
* نص للشاعر عبدالله الصيخان