د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** تسبقه ابتسامته وترافقه رزانته ومعهما كما قبلهما وبعدهما علمه وأدبه وتواضعه، ويروقُ للباحث كما الشادي أن يرى مثله مخلصًا لتخصصه أستاذًا ومؤلفًا ومنتديًا دون أن يعنيَه ظهورٌ أو مظاهر، ومن غير أن نشهده كما عديدين هائمين في كل الأودية متجاهلين قيم العمر والعلم والعمل.
** يُحس من يقرأُه ومن يتابعه أنه يُحيي مثلما يُحيِّي علم البلاغة أمام من نمَّطوه ومن أماتوه ومن رأوا فيه درسًا قديمًا تجاوزه زمنُ اللغة المباشرة المتجهة إلى المعنى المراد ولو قفزت على أساسات البيان، وعابت البديع، وأغفلت مقتضيات الخطاب والمخاطَب.
** حين تحدث عن كتاب ( تأويل مشكل القرآن ) أنصف «ابن قتيبة» وعدّه ذا مدرسة نحوية «بغدادية « جاورت مدرستي الكوفة والبصرة وإن لم يُتح لها الذيوع ، ولمسنا من حديثه المرئيِّ عنه حبًا أفاض فيه إلى التفصيل حول تآليفه المتعددة في علوم القرآن الكريم والنحو والأدب وسواها.
** الأستاذ الدكتور محمد بن علي الصامل ملتفتٌ إلى علوم البلاغة ؛محكمها ومتشابهها بتحقيقاته ومصنفاته ومحاضراته ومشاركاته المسموعة والمرئية وعبر المنتديات الشبكية التي لا تخلو من حكمةٍ ودعاءٍ وتطلع وإسهامٍ في الحراك التنموي دون أن تواجه قارئَه عبارةٌ مستفزةٌ ؛فللعالِم هيبتُه التي تمنحه الصبر وتمنعه من الهذر والهدر والنشيج والتشنج.
** ليت منصات الخطاب الثقافي والاجتماعي تعطي العلمَ قيمته والعلماء منازلهم فنقرأَ ما يضيف إلى معارفنا وأذهاننا ونسلم من التجاذبات والخصومات والاستعداءات والاستعلاءات، ولو تمثل المتحدثون شخصية الصامل ونظرائه،وهم كثرٌ بحمد الله، لسلمنا من لجاجٍ لا ناتج له سوى التهييج والتهريج.
** من يود معرفة شخصية أستاذنا «أبي علي» فإن قراءة مقدمة تحقيقه لكتاب ( البديع في علم البديع ) للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي ستدله على بعض مواقفه الحياتية ، وسنجد فيها رؤيته حول الشفاعة بالحق وإدارة الوقت وجدوى الدعاء في تيسير العسير حين تصفو النية ويجِدُّ المسير.
** استطاع الصامل الموازنة بين اقتناعاته وعلاقاته؛ فكسب الجميع دون أن يستأثر به تيار أو توجه أو فئام ، واكتسب اللين والمرونة من اختصاصه الأكاديمي ؛ أو ليست البلاغة في تعريفها العتيد تقضي بمراعاة الكلام لمقتضى الحال؟!
** العلم منزلة