تتبعت في المقالات السابقة مصطلح قدم عند بعض العرب المحدثين وأود أن أختم هذه السلسلة ببعض الأسئلة وببعض الاستنتاجات.
ارتباط المصطلح بالتجسد والحركة :
وتظهر في هذين المصطلحين (مصطلح رجل ومصطلح قدم) فكرة الجسد والتجسد بوضوح. كذلك فإن ما يرتبط بهما من الحركة أمر لافت , فإذا كانت وظيفة القدم المشي والحركة , فمن أين ارتبط الشعر ومصطلحه العروضي بالقدم وحركتها؟
يرى بعض الدارسين أن كلمة (أيامبك) (Iambic pentameter) قد جاءت أصلاً من الإغريقية القديمة وكانت تعني خطوة ضمن رقصة حرب أو معركة , ثم صار يعني الوزن بنتا ميتر الوزن الخماسي.
ولعل فيما أورده الدكتور أحمد رجائي بعد حديثه عن الشعر الرومي القديم ما يكشف عن جذر العلاقة بين الشعر وحركة القدم . يقول في أثناء استعراضه للمقطع الطويل والقصير وارتباطهما بالنير القوي والضعيف في الشعر الرومي القديم إن اعتبار المقطع ذي النبرة القوية هو المقطع الصاعد واعتبار المقطع ذي النبرة الضعيفة هو المقطع الهابط نكتة تاريخية - حسب عبارته - صدقها الغرب كله وما زال يعمل بها . وليدعم هذا الرأي يقول: «ويوضح كل من العروضيّين الألمانيين كروسيوس وبلانك أن هذا المفهوم المستجد في العروض الرومي جاء من ترجمة خاطئة من اليونانية إلى اللاتينية. فالإغريق كانوا - والشعر مرتبط لديهم بالمسرح - يعنون بالصعود رفع القدم أو الأصبع أو العصا , وبالهبوط إنزال القدم أو الإصبع أو العصا , بينما فهم الرومان بالترجمة أن الصعود يعني ارتفاع الصوت , وأن الهبوط يعني انخفاض الصوت... وهكذا جاءت الترجمة بعكس المعنى تمامًا حيث إن رفع القدم يعني ضعف النبرة وخفضها إلى الأرض أي ضرب الأرض بها يعني قوة النبرة. وقد أخذت الشعوب اللاتينية المفهوم الخاطىء إلى عروضها».
- د.فاطمة بنت عبدالله الوهيبي
Rafeef 2010@gmail.com