موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي حدثت جريمة بشعة بالطائف، حيث قام شاب عشريني بقتل والديه وبطريقة دامية حيث قام بفصل رأسيهما عن جسديهما «الأب والأم»! وسدد طعنات متفرقة في جميع أنحاء جسديهما من الرأس حتى القدمين! هذا الأسلوب الإجرامي الدامي لا يصدر من شخصية طبيعية أبداً، حيث أشارت تفاصيل الحادثة بأن الشاب يعاني من مرض «الفصام» وأُدخل قبل فترة إلى مستشفى الصحة النفسية في الطائف، والمؤكد على حالته العقلية ما ذكره شهود العيان «بأن حالة الشاب أثناء القبض عليه لا تشير إلى إدراكه لما قام به لقوله «ما أدري صحيت لقيتهم مقتولين»! هذه الجريمة ليست الأولى بحق الآباء ولن تكون الأخيرة إذا لم يتم التدخل القوي واتخاذ الإجراءات الصارمة من قبل الجهات النفسية المعنية بمعالجة المرضى النفسيين للحد من خطورتهم على الأسرة والمجتمع! فهذا الشاب مثلاً تم خروجه من المستشفى بعد تعافيه من حالته المرضية مثل ما ذكر أقارب الأسرة ولكن انتكست حالته مرة أخرى! لأن حالته المرضية خطرة جداً والدليل ما أقدم عليه فجأة من فعل إجرامي ضد والديه! حيث إن الفصام له أعراض ذهانية واضطرابات تتمثل في الهلاوس السمعية والضلالات البصرية حيث يتخيل المريض وهو مستيقظ بمواقف ومشاهدات ليست حقيقية وتزداد الحالة سوءاً لمن لا يلتزم بالعلاج بعد خروجه من المستشفى! لذلك يحتاج لبرنامج علاجي شامل والأهم في هذا البرنامج أن تكون الأسرة قادرة ومتقبلة لحالته المرضية حتى تصل به لبر التعافي وإلا ستكون النتائج له ولغيره من الحالات النفسية خطيرة وقاتلة! لذلك لا بد من الوقوف كثيراً تجاه إجراءات خروج المرضى النفسيين من المصحات النفسية، وآلية تهيئة الأسرة لاستقبالهم وكيفية التعامل معهم، ونوعية البرنامج العلاجي المقرر لهم قبل وبعد الخروج، وكيفية تأهيل وتهيئة المريض نفسه للخروج والاندماج في المجتمع الخارجي! فالخدمات العلاجية النفسية لدينا مازالت تحبو وقاصرة والدليل حدوث مثل هذه الجرائم الأُسرية التي تؤلمنا جميعاً، لأنها تصدر من الأبناء المرضى ضد أقرب الناس لهم «الوالدين»! فهذا النوع من الجرائم خطير جداً ويمس الأمان الأسري والأمن الوطني لأنه يهز أهم مؤسسة اجتماعية تأسيسية لكيان المجتمع ألا وهي «الأسرة» لذلك أتمنى من رأس الهرم الأمني لدينا «وزارة الداخلية» أن تُلزم وزارة الصحة بمعالجة القصور في الخدمات النفسية عاجلاً وخاصة خدمة (تنويم المريض حتى يتم شفاؤه) والتيعاني منها كثير من أسر المرضى الذين يتفاجأون بخروج أبنائهم قبل شفائهم أو قبل تأهيلهم لاستقبالهم والتعامل معهم بما يناسب حالاتهم المرضية، لأن النتيجة ستكون نهاية مأساوية بلا شك!