عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة قدم النصر أفضل لقاءين له في الدوري منذ انطلاقته أمام الوحدة في الجولة الخامسة وأتبعه بلقاء مميز ورائع وفوز مستحق أمام البطل فريق الأهلي في الجولة السادسة، وللأمانة لم أشاهد فريق النصر يقدم المستوى والانضباط التكتيكي والقتالية والحماس منذ فترة ليست بالقصيرة مثلما شاهدته أمام الأهلي الذي كسب اللقاء ونقاط المباراة ويعود ذلك إلى مدرب الفريق الكرواتي زوران الذي اكتشف أين الخلل ووضع يده على الجرح واستطاع إبعاده وهو يأمل ان يبتره نهائياً فبإبعاد علة الفريق عاد الهدوء إلى اللاعبين وانتهت المشاكل والتوترات وأصبحت لقاءات النصر ممتعة وبدون مشاكل حتى ان الكروت اختفت نهائياً، وبرغم محاولة الرئيس المستميتة لإعادته وفرضه إلا أن شخصية المدرب القوية وواقع الحال فرض نفسه والكل كسب الرهان إلا الرئيس الذي بالتأكيد يعرف أكثر منا ولكن لا مبرر لإصراره.
واليوم يأمل كل نصراوي، بل كل رياضي يعشق اللعب النظيف والكرة الحلوة الا يشاهد اللاعب القضية مرة أخرى رغم ان الظروف قد تكالبت على المدرب وإصابة البديل في أول لقاء إلا إن إصراره وعزيمته استطاعت توظيف أحد لاعبي الوسط ليقوم بالمهمة وبالفعل نجح ولم يكن ليحدث هذا التميز لولا أن اللاعبين أنفسهم أرادوا ان يبعثوا برسالة للجميع بأن القائد الوهمي وصاحب المشاكل لم يعد يعنيهم بشيء وأنه يخسرهم وينرفزهم ويوتر الجو العام لأي لقاء يكون موجوداً من خلاله ودائما لا مستحيل مع الإصرار والعزيمة، وهذا ما حدث في اللقاءات السابقة والدنيا عمرها ما توقفت على أحد، وفي نهاية الأمر انتصرت إرادة ونظرة المدرب وكسب الرهان وأثبت أن شخصية القائد وحماسه السلبي وأدواره البلطجية أصبحت من الماضي وتطلعات اللاعب ومن يقف خلفه ما هي إلا أوهام وسراب تلاشت وأصبحت عواصف في قلب الصحراء.
الأربعة الكبار وصلوا
انتهت جميع مغامرات ومحاولات الفرق كاملةً والتي خاضت منافسة كأس سمو ولي العهد والتي حاولت واستماتت لتصل ولكن بالأخير لا يصح إلا الصحيح ووصلت الأندية والفرق الأميز والأفضل والأكبر فلا يوجد على مدى تاريخ الرياضة السعودية سوى الاربعة الكبار والمعروفة وهي هلال ونصر العاصمة وأهلي واتي عروس البحر.. نعم هي الأميز وهي الأكثر إنجازاً، فالهلال زعيم القارة والنصر عالمي القارة والأهلي ملكي الكؤوس وقلعة البطولات والاتحاد مونديالي القارة وعميد الأندية هذه حقيقة وواقع مسلم به وبوصول هذه الفرق لمرحلة ما قبل النهائي يعتبر إضافة ومتعة ومزيداً من الإثارة، وصدقوني سيكون الحديث من الآن وحتى نهاية شهر ديسمير، شهرين من الآن والحديث سيكون ديربي العاصمة وديربي جدة وإذا تسأل عن الحال هذا هو الحال لا شيء يعلو على المنطق والواقع رغم إيماننا ان كرة القدم أحياناً تخالف واقعها ولكن تأتي في عالم المفاجأة.
هذا الحديث لا يقلل من إمكانية وكبرياء البقية فجميع الأندية والفرق مقدّرة ولها إنجازاتها وبطولاتها ولكن لابد أن يكون هناك فرق وأندية كبيرة وزعيمة ببطولاتها وجماهيرها وإعلامها وحضورها وإثارتها وهم فقط من وصلوا إلى المرحلة المتقدمة والتي من خلالها يتضح من سيصل للمباراة النهائية والتشرف بالسلام على سمو ولي العهد الأمين حفظه الله.
نقاط للتأمل
- مبروك وألف مبروك لمنتخبنا للشباب تحت 19 سنة والذي تجاوز المنتخب العراقي بصعوبة ومن خلال ضربات الترجيح ووصل إلى كأس العالم في كوريا، والأمل أن يكون المنتخب واصل تميزه وتجاوز يوم أمس المنتخب الإيراني وهذا ليس بغريب فالكرة السعودية رغم أزمتها وابتعادها عن البطولات القارية والعالمية إلا إن كعب الكرة السعودية أعلى من الكرة العراقية والإيرانية فنحن نلعب ونفوز في المستطيل الأخضر والخاسر والفاشل فقط من يحاول ان ينقل المنافسة خارجه وجر اللعبة إلى أمور خارجة عن الروح والتنافس الرياضي الشريف.
- أبعد المدرب الحارس ورفيق دربه القائد البلطلجي بعدما شعر وأدرك أنهما السرطان الذي ينخر في جسم الفريق وراهن على ذلك ولم يخضع للضغوط التي مورست عليه لإعادتهما خاصة القائد ولكن رفض وأصر على موقفه وكسب الرهان وكسب احترام الجماهير قبل كل شيء، والسؤال الآن هل اقتنع الرئيس ومن يؤيده انهم يمشون عكس الريح وليس في مصلحة الفريق؟ ثم ما هو السر خلف كل هذا الدفاع عن لاعب فاشل وسبب رئيسي لخسارة معظم اللقاءات بعدما أصبح نقطة ضعف الفريق وممر سهل للاعبين في الفرق المنافسة؟.
- في لقاء الاتحاد والشباب حدثت أخطاء تحكيمية كوارثية وإذا سلمنا ان الأخطاء واردة من أي طرف في اللقاء ومن ضمنهم الحكام وقد نلتمس العذر لهم ان القرارات تقديرية وبلحظات حاسمة ولكن غير المقبول هو عدم تدوين وكتابة الحكم في تقريره تجاوزات المدرب سامي الجابر مدرب نادي الشباب ودخوله الملعب وقبل ذلك عدم إبعاده من دكة البدلاء لتجاوزاته ومخالفته أنظمة اللعبة فيا ترى ما هي مبررات الحكم أم أن زاوية الرؤية لم تكن له واضحة؟ الله اعلم.
- في الأيام القليلة الماضية صدم الشارع الرياضي السعودي بانسحاب فريق نادي الاتحاد من بطولة أبطال آسيا وهذه بحد ذاتها كارثة، واليوم لا حديث للشارع الاتحادي سوى غياب اللاعب التونسي أحمد العكايشي وعدم تواجده من خلال لقاءات الفريق خاصة لقاء الشباب الذي خسره العميد على أرضه وبين جماهيره وكل هذا يعود لاعتراض اللاعب ووكيل أعماله أنيس بن ميم على عدم تسلم اللاعب مستحقاته المتأخرة من إدارة النادي، فإلى متى والاتحاد من مصيبة إلى أخرى ومن مشكلة إلى مثلها؟ وأين رجال العميد ومحبيه؟ وهل سيسمحون لعميد الأندية أن يغرق وتتلاطمه الأمواج من كل جانب وصوب والله المستعان.. لك الله يا اتحاد.
خاتمة
النصر الحقيقي أن تكسب قلوب الناس ولو كنت ضعيفاً، والهزيمة الحقيقية أن تخسر قلوبهم ولو كنت قوياً، فالقلوب لا تشترى بالمال ولا تركع بالقوة.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم من كل يوم جمعة من خلال جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.