أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا) الآية (145) سورة آل عمران.
فقدنا مطلع هذا الأسبوع أخاً عزيزاً وزميلاً كريما، إذ انتقل إلى رحمة الله تعالى الدكتور العزيز فهد بن محمد الباني وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب للشؤون المالية سابقاً، إثر مرض ألم به، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وعظم أجر أهله وذويه..
لقي أبونواف وجه ربه لنفقد رائداً آخر من رواد الحركة الشبابية والرياضية، عمل بإخلاص وتفان لخدمة وطنه وأمته.كان الفقيد الباني رحمه الله واحداً من الكوكبة الطلابية حملة الثانوية العامة التي وجه سمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بابتعاثهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة البكالوريوس، ثم من بعد ذلك الماجستير حيث عاد هو وزملاؤه ليكونوا نواة للشباب المؤهل الذي تولى في وقت مبكر من عمر رعاية الشباب مسؤولية إدارات الرئاسة المحدثة والناشئة آنذاك؛ ليسهموا في البناء الشبابي والرياضي، فكانوا عند حسن ظن الأمير فيصل صاحب النظرة الثاقبة وبعد النظر إذ حرص رحمه الله بعد أن تحولت رعاية الشباب إلى رئاسة عامة ورأسها سموه على تأهيل مجموعة من خريجي الثانوية العامة كي يواصلوا تحصيلهم الجامعي، ثم العالي في أفضل الجامعات الأمريكية ويكتسبوا بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية المهارات والخبرات التي ستعدهم لتولي المسؤولية في رعاية الشباب ، وهكذا كان حيث عادوا مؤهلين، وأذكر منهم إضافة إلى الفقيد د. الباني الزملاء الأساتذة محمد القرناس والمهندس فهد الدويش وعبدالله السهلي وعبدالعزيز الدبلان، وغيرهم، فتسنموا زمام العمل مع من سبقوهم في الخبرة من مسؤولي رعاية الشباب بتوجيه من الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- ثم الأمير سلطان بن فهد ومن بعد ذلك الأمير نواف بن فيصل بن فهد ووصلوا بعد سنوات من العمل المخلص إلى مراكز قيادية في المجالين الشبابي والرياضي، بل أصبح عدد منهم وكلاء للرئيس العام كل حسب اختصاصه..
والأخ الفقيد د. فهد -رحمه الله- الذي التحق بالإخوة الذين سبقوه إلى دار المغفرة والرحمة من زملائنا الكرام الذين فقدناهم تباعاً رحمهم الله وأسهموا بعطائهم وإخلاصهم في تحقيق أهداف رعاية الشباب قد بذل جهوداً كبيرة مخلصة في الأعمال التي أنيطت به حيث كان محل ثقة سمو رؤساء رعاية الشباب الذين أسندوا إليه كثيراً من الأعمال المهمة في مجالات رعاية الشباب، خاصة تلك المتعلقة بالأمور الاستثمارية واللوائح والأنظمة المالية حيث كان خبيرا مميزاً تولى مسؤولية ملف الاستثمار وعمل بإخلاص لتعزيز موارد الأندية والاتحادات الرياضية .. وأذكر دوره في المساهمة بمراجعة شروط عقود مناقصات النقل التلفزيوني التي كانت رعاية الشباب واتحاد القدم يعملان على إبرامها مع القنوات الفضائية الرياضية المتخصصة، إضافة إلى ذلك قدم رحمه الله جهداً كبيراً في المجالات الاستثمارية الأخرى من خلال إدارة الاستثمار، ومن خلال عمله الرئيسي كوكيل للرئيس العام للشؤون المالية.. ومع تخصصه في تلك الجوانب إلا أن له جهوداً أخرى مهمة في المجالات الشبابية والرياضية ووصل كما ذكرت بتوفيق الله ثم بجده واجتهاده إلى مراكز قيادية في رعاية الشباب، ومما أذكره له شخصياً وأشكره أنه عندما خلفني في منصب وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب وتم تكليفي مستشارا للرئيس العام لشؤون الشباب نسقت معه بشأن الاستفادة من خدمات بعض موظفي مكتب وكيل الشباب فكان تجاوبه وتعاونه نموذجاً للإيثار وإنكار الذات فأكبرت منه ذلك الموقف غير المستغرب.. والحق أن الفقيد تمرس في أغلب الأعمال الرياضية والشبابية، فبالإضافة لعمله في وكالتي الرئاسة المالية والشبابية كان عضواً في بعض الاتحادات الرياضية وممثلا لرعاية الشباب في العديد من اللجان المهمة .. ومع كل ما قدمه من عمل دؤوب مخلص فقد كان زاهداً في الأضواء بعيداً عنها منكباً على عمله حريصاً عليه. وكما كان يعمل بصمت رحمه الله فقد رحل بصمت..
وأختم بجوانب مهمة في حياة زميلنا رحمه الله وهي الجوانب الخيرية والإنسانية ومساعدة المحتاجين حيث يقول لي مدير مكتبه الأخ ناصر التخيفي إن للدكتور فهد أيادي بيضاء في قضاء حاجات المعوزين وذوي الحاجة دون أن يعلم بذلك أحد، وهذا وربي هو العمل الباقي المأجور إن شاء الله..
رحم الله أخانا وزميلنا وغفر له وأسكنه فسيح جناته.. وأحسن عزاء والده وأبنائه وبناته وإخوانه وأخواته.
آمين .. إنا لله وإنا إليه راجعون ...
منصور بن عبدالعزيز الخضيري - وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب (سابقاً)