فهد بن جليد
حالنا مع إذاعات الـFM التي أجبرنا الزحام و كثرة التحويلات على التنقل بين موجاتها، ينطبق عليه بيت (المتنبي) الشهير - مع الاعتذار لتحريفه - ومن نكد الدنيا على السائق أن يُنصت.. لإذاعة ما من سماعها بدُّ؟!.
همّ فوق الهمّ - الله وكيلكم - صراخ، موسيقى صاخبة، مواضيع تافهة، تسطيح لعقول المستمعين، لا تُفرِّق في بعض الإذاعات بين صوت المذيع و صوت المذيعة على طريقة (وش فتوركم)؟ ما هو لونك المفضل؟ وش تشجع؟ اكتشف لغز اليوم (شيء مستطيل، له أربع أرجل، خلفه كرسي)؟ للأسف ما فيه أحد توصل للإجابة الصحيحة، راح ننقل السؤال لحلقة بكره.. إلخ!.
بات من الطبيعي أن تعرف الإذاعة التي يتابعها السائق من طريقة قيادته لمركبته في الشارع (ماسك اليمين، وملتزم بالنظام) يُنصت لإذاعة القرآن الكريم، (السيارة تتمايل وتتراقص) مستمع جيد لإذاعات الموسيقى والأغاني، (ينحرف بسرعة من اليمين إلى الشمال ويقتنص أي فرصة بين السيارات) عايش مع إذاعة رياضية، أو برنامج تحليلي، (سرحان ويكلم نفسه ولا يُبالي بمن حوله) مُنهمك مع برنامج منوعات.. وهكذا، يقال إن إذاعات الـ FM تستهدف شريحة الشباب فقط، وهذا غير صحيح برأيي، فكل من يركب السيارة هو مُستمع مُحتمل لهذه الإذاعات، وقد حذرت سابقاً بأن إذاعاتنا حددت سقف تنافسها ببث (الأغاني، والبرامج الشبابية الفارغة، وما تحويه وسائل التواصل الاجتماعي) مع غياب الطرح العميق، أو المتابعة الإخبارية الهادفة، أو البرامج الثقافية الغنية، ولا يمكن أن يصنع طرحها الحالي (الهزيل) فكراً نيراً، أو تقود ثقافة مُجتمع، واقترحت في عدة مقالات إطلاق (إذاعات مُتخصصة)، اليوم نناشد مرة أخرى بضرورة إطلاق إذاعة إخبارية سعودية (مُستقلة) على مدار الساعة، تتابع وتحلل الشأن والخبر المحلي والعالمي بالسرعة المطلوبة..؟!.
أعتقد أن الوقت مناسب جداً، ويمكننا فعل ذلك لسد هذا الفراغ، متى ما انطلقنا باكراً، قبل أن تمتلئ أجواؤنا بإذاعات إخبارية (خاصة) سيكون من الصعب منافستها، المسألة أسهل مما نتوقع، لنبدأ بصوت الشباب السعودي قبل أن نكون مجبرين على سماع الأخبار وتحليلاتها في شوارعنا بلهجة (توني و هيفا)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.