العادة (1)
استيقِظ مبكرًا واستثمِر نشاط أول الصباح لعلَّكَ تصيبُ بركةَ البُكور؛ فما أجملَ أنْ يستيقظَ الإنسانُ والكونُ حولَه في صَمت مطبَق، يقضي وقتَه متأملًا أو قارئًا أو كاتبًا، ولو رافقَتْ هذه العادةَ عادةُ الرياضة الصباحية - ولو لعشْر دقائقَ - لجنيتَ خيرًا عظيمًا.
العادة (2)
الصلاةُ في جماعة؛ اجعلْها عبادةً تبتغي منها رضا مَن خلقَك وتوفيقه، وأنا أعرفُ الكثيرَ مِن كبار السِّنِّ ومِن الشبابِ لا يساومون على أداء الصلاة جماعةً في أيِّ وقتٍ ومكانٍ، وتجدُهم بمجرد دخول وقت الصلاة يتَّجهون، وبشكل تلقائيٍّ، لأقرب مسجد. وأضِف إليها صلاةَ الضُّحى والوِرْد اليوميَّ، ولْتجعل مِن المحافَظة عليهنَّ عادةً، بِنِيَّةٍ طيبةٍ؛ ففيها مِن الأجر العظيم والثوابِ الكبير ما يستحقُّ.
العادة (3)
عدِّد نعمَك كلَّ صباحٍ وثمِّنها، واشْكر مانحها الكريمَ الوهابَ، وحدِّث نفسَك يوميًّا بأحاديثَ إيجابية وقل لها: «إنك شخصٌ قويٌّ ومُحبٌّ للخير، وإنَّ لديك الكثيرَ لتعطيه!» وتحلَّ على نحو مستمر بالإيجابية، ولا تكن باردًا باهتًا سلبيًّا، تحرَّك وبادِر واعمَل وابذُل، تلمَّس الخيرَ في المواقف التي ظاهرُها الألمُ، وتتبَّع الجوانب المشرقة، وتفاءَل دائمًا، ولا تُفرّط في يومِك، واجعَل نشيدَك قول جون درايدن «حَسبي أنني قد عشتُ هذا اليومَ».
العادة (4)
ابتسِم دائمًا وأشِعَّ الفرحَ في محيطِك، وأضِف جمالًا لجمالِك، ولا تتخلَّ عن الابتسامة؛ فهي حُسنٌ في الوجهِ، وجاذبيةٌ للشخصية، وهي جوازُ سَفر لقلوب الآخرين، ولا تنسَ نصيبَك من الضَّحِك، ولا تكترث كثيرًا لتلك المقولة: «الضحكُ من غير سبَبٍ مِنْ قلة الأدبِ»؛ فالهزلُ كما قال أحدُ المفكرين هو أكثرُ الأمور جدية! فهو يريحُ النفسَ ويُبهج الروحَ ويفتِّت الضغوطَ.
العادة (5)
ابتعِد عن كلِّ المؤثراتِ السلبيةِ التي تُزعجكَ سواء التفكير بالهموم، أو مرافَقة المحبِطين، أو محاوَرة مَن تبغضِهم؛ لأنَّ ذلك يعكِّرُ المزاجَ ويزيدُ التوتر، ولا تتورطْ في معركة خاسرة مع شخص وقح أو أحمقَ ليس لديه ما يخسره مَهما كانت الضغوطات والاستفزازات، وتأكد أنك عندما تتورطُ في تلك المعاركِ ستكون أنت الخاسرَ الأكبرَ! واجعل من عادتك عدمَ سرْد الأخبار السيئة، ولا تتابِع أخبارَ الحوادث والقتل والتفجيرات؛ فهي تنالُ مِن نفسيَّتِك، وتستقرُّ على نحوٍ تراكُميٍّ في العقل الباطن فتجعلَ منك شخصًا مضطربًا وجلًا متشائمًا.
العادة (6)
التريُّثُ والأناةُ وعدمُ الاستعجالِ في القول أو في ردَّة الفعل، ومعايرةُ الأمور قبل اتخاذ القراراتِ دون تبلُّد أو هروب من حَسْم الأمور، اجعَل مِن عاداتك أنْ تصنعَ مسافةً بين المؤثِّر والاستجابة فالعجلةُ تورثُ الندمَ، والأناةُ طبْعُ الحكماء وفضلاءِ البشَر. عوِّد نفسَك على التأمُّل والأناة وعدم الاستعجال في إصدار قرارٍ، أو الحكم في أيِّ مشكلة تواجهك، تأمّل جذورَها واستشرِف نتائجَها.
العادة (7)
كُن ممتنًّا، واجْعل مِن الامتنانِ عادةً يومية، قدِّر كلَّ جميل وثمِّن كلَّ عطاءٍ، وأثنِ على كلِّ معروفٍ، واشكر كلَّ مُعْطٍ، امتن لكلِّ مفيد في حياتك: صحتك، سيارتك، منزلك، أسرتك واجعل حمْدَ الواهبِ وشكرَه عادةً يوميةً.
العادة (8)
اعتنِ بصحتِك، وتذكَّرْ أنَّ لصحتك ارتباطًا وثيقًا بنفسيتك. ودونك جملةً من العاداتِ الغذائية الصحية: اشرَب الماءَ على الريق، لا تُكثِر مِن وجبة العشاء، امضُغ جيدًا، تناوَل طبقَ سَلَطة يوميًّا، لا تُدْخِل طعامًا على طعام، نظِّف الأسنانَ بعد تناول الطعام ولو عن طريق المضمضة.
العادة (9 )
لا يمرّ عليك يومٌ إلا وقد تعلَّمْتَ شيئًا وأضَفْتَ لحصيلتك المعرفيةَ علمًا، ولا يمرّ عليك موقفٌ إلا وتأملت فيه وبسَّطْتَه وحلَّلتَه من جميع الجوانب، وتلمَّسْتَ الصوابَ من الخطأ فيه.
العادة (10)
أصْغِ باهتمام، وأنْصِت بتفاعُل! لا تكُن انتقائيًّا في إنصاتِك، أعطِ كلَّ متحدِّث تقابله في يومِك اهتمامًا ورعاية؛ فحُسْنُ الإنصات يكسبُك الاحترامَ، ويُلبِسُكَ لباسَ الحكمة، ويجعلُ مِن حضورك ومجلسِك ألَقًا وروعةً.