جاسر عبدالعزيز الجاسر
رغم ما يظهره نظام ملالي إيران من تماسك ومحاولاته تصدير متاعبه وزيادة معارضة الإيرانيين له، بتكثيف تورطه وتدخلاته الخارجية في الشؤون الداخلية وبالذات في اليمن والعراق وسوريا، إلا أن استمرار الصدامات بين الشعوب الإيرانية وأجهزة القمع لملالي إيران في باسيج وحرس ثوري وأجهزة شرطة في تزايد مستمر، وقد شهد الشهر الماضي حسب التقويم المتبع من قبل الفرس والذي يمتد من 20 سبتمبر إلى 20 أكتوبر والذين يطلقون عليه اسم «مهر» شهد تصاعد شهر مهر الفارسي العديد من الحركات الاجتماعية النشطة من قبل الإيرانيين في مناح مختلفة ضد النهب وأعمال نظام ولاية الفقيه القمعية. رغم أنه لا يمكن تسجيل جميع الاحتجاجات الشعبية بسبب شدة الرقابة والخناق إلا أن المراسلين التابعين للمقاومة ينقلون أخبار الاحتجاجات بخرق أجواء التعتيم والرقابة إلى وسائل الإعلام التابعة للمقاومة وطبعاً تعتبر ذلك قسماً ضئيلاً من الواقع في التحركات الاحتجاجية.
وتزامناً مع بدء شهر «مهر» وقرع أجراس المدارس وفتح الجامعات تعالت صرخات الاعتراض على أعمال النهب والابتزاز التي يمارسها نظام الملالي بمختلف الذرائع. ووفقاً لهذه التقارير:
شهدت البلاد في شهر «مهر» الإيراني 2016:
- 60 تحركاً احتجاجياً من قِبل المعلمين الأحرار في مختلف المدن.
- 28 تحركاً احتجاجياً من قبل الطلاب في جامعات طهران ومختلف المدن.
- 113 تحركاً احتجاجياً من قبل العمال الطافح كيل صبرهم.
- 35 تحركاً احتجاجياً وإضرابات عن الطعام من قبل السجناء السياسيين.
- 170 تحركاً احتجاجياً من قبل الشرائح الاجتماعية المختلفة.
- ونظّمت ما مجموعه 406 تحركات احتجاجية على نظام الملالي.
وبما في ذلك في بداية السنة الدراسية الجديدة أي الأول من شهر «مهر» رفع طلاب مدرسة بمدينة «ارومية» لافتة تطالب بتعليم لغتهم الأم وبذلك قرعوا جرس الاعتراضات في العالم الدراسي الجديد.
ورفع أكثر من 3 آلاف من التربويين في مواجهة طلب مسؤولي النظام للالتزام بالصمت صرخاتهم أمام برلمان النظام: هيهات منا الذلة، هيهات منا الذلة.
كما نظّم مئات من المعلمين تجمعاً احتجاجياً في كل من مدن مشهد واليغودرز ورشت وأصفهان وكرمان وشيراز.
وأما في مدينة (هفت تبه) من بين عشرات التحركات الاحتجاجية العمالية في شهر «مهر» الإيراني فقد واصل العمال المحرومون لمعمل قصب السكر تجمعاتهم الاحتجاجية وإضرابهم عن العمل أكثر من أسبوع وطالبوا باستلام رواتبهم المتأخرة.
كما نظّم في نهاية أسبوع شهر «مهر» أكثر من مرة أنصار السجين السياسي «محمد علي طاهري» تجمعات احتجاجية في طهران ومختلف المدن، حيث واجهوا في بعض الحالات اقتحامات همجية من قِبل قوى الأمن الداخلي وإطلاق الغاز المسيل للدموع وتعرضهم للضرب بالهراوات وممارسات قمعية أخرى. بينما كان إضراب «محمد علي طاهري» عن الطعام أكثر من 25 يوماً في السجن بعد إنهاء فترة سجنه قد جعله في وضعية خطيرة من حيث الصحة.
واقتحمت قوى الأمن الداخلي يوم 27 أيلول - سبتمبر الماضي التجمع الاحتجاجي للدراويش في مدينة ذزفول إلا أنهم واجهوا مقاومتهم. واحتج دراويش نعمت اللهي على إساءة الملالي الحاكمين الموجهة إليهم مقابل معارضة النظام في المدينة.
وكان من أحدث الاحتجاجات في شهر «مهر» تجمع احتجاجي من قبل منتسبي القاعدة الجوية الرابعة في مدينة دزفول بخصوص نهب رواتبهم على يد قادتهم التابعين للنظام وعملية النهب بهدف سرقة ودائعهم التي دفعوها لغرض امتلاك بيت. وكان من أهم الاحتجاجات للشرائح الاجتماعية في شهر «مهر» اعتصام المغبونين المنهوبة أموالهم من قِبل المؤسسة المسماة بـ»ثامن الحجج» مقابل المصرف المركزي ما أدى إلى نشوب اشتباك مع قوى الأمن الداخلي القمعية ومداهماتهم البربرية التي طالت المواطنين والمغبونين في الليلة الثانية من الاعتصام والمعتصمين هتفوا: سرقوا نقودنا واضطررنا إلى النوم في الكراتين.
وفي مدينة عبادان اشتبك الباعة المتجولون مع مأموري قمع البلدية وقوى الأمن الداخلي.
وفي يوم 20 تشرين الأول - أكتوبر الجاري أقيمت مراسيم الذكرى السنوية الثانية لإعدام «ريحانة جباري» في مقبرة بهشت زهراء وارتكبت المراسيم من قبل جلاوزة النظام.
هذه الاحتجاجات ورد النظام عليها بقسوة يؤكِّد أن ملالي إيران يعيشون أيامهم الأخيرة في حكم إيران.