عنيزة - خالد الروقي:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم مساء أمس الحفل الذي أقامته إدارة التعليم بمحافظة عنيزة بمناسبة مرور ستين عاماً على إنشاء ثانوية عنيزة العامة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله مركز الأميرة نورة الاجتماعي محافظ عنيزة عبد الرحمن السليم ومدير شرطة القصيم اللواء بدر الطالب ومدير إدارة تعليم القصيم الدكتور عبد الله الركيان ومدير تعليم عنيزة محمد الفريح ورئيس لجنة أهالي عنيزة الشيخ محمد القاضي وعدد من أعيان ومسؤولي المحافظة.
واطلع سموه على المعرض المصاحب الذي يعرض قصة التعليم في المملكة عامة وفي القصيم وعنيزة على وجه الخصوص وإبراز عدد من المطويات دوَّن خلالها سموه كلمته في السجل الشرفي إثر ذلك عزف السلام الملكي ثم رحب عريف الحفل الدكتور يوسف الهقاص خريج الثانوية العامة لعام 1405هـ براعي الحفل والحضور الغفير الذي غطى جنبات القاعة.
وألقى المهندس عثمان بن محمد الخويطر نائب رئيس شركة أرامكو السعودية وخريج أول دفعة من الثانوية العامة كلمة سرد فيها الذكريات موجهاً شكره لتعليم عنيزة على هذه اللفتة التقديرية الغالية.
واشتملت الاحتفائية على عرض مرئي متكامل جاء تحت عنوان: «ها نحن نسير» استعرض منجزات الثانوية ولقاءات متفرقة مع عدد من الشخصيات العظيمة التي تخرجت منها وساهمت في بناء الوطن مثل معالي الشيخ عبد الله النعيم والفريق أول حمد العوهلي.
ورحب قائد المدرسة الحالي محمد ضاوي الميموني بسمو أمير المنطقة مشيراً إلى أن تشريفه هو التكريم الأكبر والحافز الأهم لمنظومة العمل منوهاً بأن ثانوية عنيزة العامة كانت وما زالت منارة إشعاع على المجتمع.
وامتاز الحفل بحسن التنظيم والترتيب وقدمت لوحة إنشادية لافتة بعنوان «عنيزة وسمي» تحكي قصة الأصالة والطموح عبر ثلاثة منشدين.
ثم ارتجل راعي الحفل كلمة قال فيها: أُعبر عن سعادتي وفرحتي بمشاركة إخواني في ثانوية عنيزة فرحتهم بمناسبة مرور ستين عاماً، وذلك بوجود الآباء والزملاء والأبناء ممن كان لهم دور كبير سواءً في الماضي أو الحاضر أو المستقبل - بإذن الله -.
وأضاف: نحن نعرف أن الوفاء بفضل الله ومنّته هو منهج من مناهج هذه البلاد المباركة منهج سار عليه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - ومن بعده أبناؤه الأوفياء، لذلك فنحن نرى مناسبات الوفاء مناسبة تلو أخرى فهذا ولله الحمد منهج فضيل وسليم وهي من عادات الرجال الذين يمتازون بكل الخصائل الحميدة والطيبة التي يفتخر بها كل من يعرفها.
وقال أمير القصيم: لا شك بأن التعليم له دور أساس في بناء هذه البلاد وتنميتها وقد خصص مسؤولو وقيادات هذا الوطن الميزانيات العظيمة لكي نصل إلى ما وصلنا إليه من تطور عظيم في المدارس والجامعات والكليات الأكاديمية المتطورة بفضل من الله وكرم وهناك جزئية بسيطة أحب أن أوضحها حيث إن أول آية أنزلت في كتاب الله عز وجل كانت تحثنا على العلم والتعلم، ففي السابق كان العلم ينجح فيه كل من يجتهد وكل من يبدع وكل من أعطاه الله فطنة وذكاء ليحصل على المراتب الأولى، ولكنني مؤمن أن العلم إذا وجه لعقلية صالحة وعقلية تتقبل كل شيء فهي أثمرت وأنتجت وخرجت بالإبداع والعكس بالعكس.
واختتم سموه حديثه قائلاً: كم أنا سعيد وأفتخر بوجودي معكم في محافظة عودتنا على الوفاء نحن نعلم أن كثيراً من الصروح العلمية لها عقود من الزمن قام عليها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في إيصال العلم وفي كل ما يخدم العلم والتعليم وهذا ما يجب علينا لمسة وفاء تجاههم وتذكُّر ما قدموه. إن مثل هذا الوفاء دفعة قوية لرجال التعليم وهو رسالة للجيل الحالي أن يسلكوا منهج الإخلاص الذي سلكه من قبلهم، وأن يحرصوا على تكريم كل مجتهد قدم ما ينفع الدين ثم الوطن، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم على بلادنا أمنها وأمانها، وأن يحفظ لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن يوفق كل بلاد المسلمين وأن يديم مثل هذه الليالي التي أطلق عليها ليالي الوفاء، وأقدم شكري وتقديري لكل من كان خلف هذه الاحتفالية.
وكان ختام الحدث مسكاً بتكريم مديري المدرسة وأول معلم وخريجي الدفعة الأولى والجهات الداعمة والراعية، كما تشرفت الجهة المنظمة بتقديم درع تقديري لراعي الحفل تقديراً لدوره الجلي.