خالد الربيعان
في الثلاثية السينمائية الضخمة «جول» يكتشف مدرب نيوكاسل الإنجليزي: الفتى «سانتياجو» ، وفي أول تدريب وجد فيه المدرب شيئين يقتلان موهبته وهُما : «الأنانية وعدم الحماس» !
قال له تعال ، وعمل بينه وبين الكرة سِباقاً! يسدد المدرب الكرة ويجري سانتياجو بجانبها لحد المرمى.. طبعاً الكرة تسبق في كل مرة !
بعد عدد من المرات قال له المدرب : ماذا تعلمت ؟! الولد لم يَرُدْ .. المدرب قال له احفظ هذه القواعد:
1 - الكرة تسافر أسرع منك .. فلا تحاول أن تجري أنت بها لأنك ستبطئها ! .. بل أعطيها سرعتها أنت وزملاؤك بتمريرها ! وهي ستتولى الذهاب للمرمى في النهاية !
2 - لا تستعرض ! القميص عند الصَدْر فيه شعار الفريق واسمه.. وعند الظَهْر يوجد اسمك !! الاسم الذي في مقدمة القميص: أهم من الاسم الذي خلفه !!
3 - نحن وحدة واحدة UNIT وليس عرضاً لِرَجُلْ واحد:ONE MAN SHOW!!
كتبت بعد مباراة العراق مقالاً عن فهد المُوَلّد وتأثيره الحماسي و»الغريب» داخل الملعب! وتَكَرَّر كلامي بعد المشهد «الإبداعي» الذي رأيناه منه ومن زملائه في مباراة الإمارات!.. وأن كل مرة ينزل الملعب: يتغير شكل من في الملعب! .. سر «فهد المولد» الذي هو نفسه ربما لا يعرفه: أنه يطبق القواعد السابقة بالحرف !!
ظاهرة فهد المُوَلّد هي تكرار لمفهوم اسمه الـ«جِرينتا» ويعني الحماسة والإصرار والقتالية والرجولة والكفاح و»أكل عشب الملعب»! وتميز فيها عمالقة في كرة القدم و هُم «عملة نادرة « يحرص المدربون على امتصاص كل قطرة منهم حتى اعتزالهم !! وحتى بعد اعتزالهم يكونون مدربين مُحَفِّزِين «مجانين» يحقنون اللاعبين حقناً بِمَصْل القوة والفروسية !!
منهم مالديني أسطورة إيطاليا .. جاتوزو الرهيب الذي كتبت عنه مقال السمَّاك ! ، منهم ستيفن چيرارد وچون تيري! وإذا شئت أن ترى منهم أحداً عندما أصبح مدرباً : عندك كونتي مدرب إيطاليا ثم تشيلسي .. صدقني هو أكثر مدرب تُرَكِّز عليه الكاميرا من بين كل مدربي الدوري الإنجليزي الآن ! وعصبيته وحركاته وصراخه على لاعبيه «سأقتلكم» توضح لك مفهوم الجرينتا بشكل حي !!
هذا الكلام أكتبه لتوضيح أولاً مفهوم «لعب كرة القدم» قبل أن نمارس داخل كرة القدم أشياء أخرى، كالتسويق والاستثمار والبحث عن مداخيل أندية وإنجازات للمنتخبات !! فبدون المنزل لا فائدة من التُحَف والسِجَّاد والكَماليات !! مثلاً !
فهناك خطأ يقع فيه الكثير من المُصْلِحِين في مجال الرياضة سواء كانوا إداريين أو مسوّقين رياضيين ومستثمرين أو إعلاميين ، وهو أنهم ينصحون في وسط غير مُؤَهَّل بعد !! بينه وبين النصح هُوَّةْ وهي عدم إكمال مفهوم «ممارسة» الرياضة أولاً !
لا تفهم ؟ .. أنا أفهمك !! القاعدة تقول « الأهم .. فالمهم» ! يعني الأولويات مهمة ، ما يُبْدَأ به أولاً هو أن تكون هناك رياضة !! قبل أن يكون هناك تسويق رياضي !! وأن تكون هناك كرة قدم... قبل أن يكون هناك تسويق واستثمار لكرة القدم !!
مباراة اليابان !
نحن والحمد لله على وصول ، وقاربنا بشكل مناسب أن نكون مهيئين للاستثمار الرياضي وأن يكون عندنا «اقتصاد رياضي سليم» .. فقط على الجميع أن يمارسوا مفهوم الرياضة عامةً وكرة القدم خاصةً (بالشكل الصحيح) قبل كل شيء ، فإذا مارسناها بالشكل الصحيح - كما في مباراة الإمارات - فكُل شيء آخر سيأتي من تلقاء نفسه !! من هنا كان لابد من هذا المقال ومما فيه من قواعد أتمنى من كل لاعب أن يفهمها ويحفظها لأنها باختصار: كرة القدم!