سامى اليوسف
يتحلق الانتهازيون حول موائد الإنجازات مثل اللئام بكل أنانية ليفسدوا فرحة الكل بالمنجز من أجل شخصنة شيطانية الهوى لتغليب مصلحة فردية، أو شخصية غير آبهين بمصلحة عامة، أو حتى وطنية.
تسلط الانتهازيون بأنانيتهم، وأجندتهم على منجز الوطن المتمثّل في تأهل منتخب الشباب للمونديال للمرة الثامنة في تاريخ الكرة السعودية، وهذا الاستحقاق العالمي، ليجيروا الفضل في تحقيقه، ويختصروا الفرحة لمسؤول بعينه، ومدرب بناديه، ومدرج بلونه، متناسين عمدًا أو سهواً أن العمل في كرة القدم يكون تراكمياً، ويأتي النجاح بروح الفريق الواحد، والتخطيط بعيد المدى الذي تعكسه اختيارات الأجهزة الفنية والإدارية، واللاعبين، والتحضيرات عبر المعسكرات، قبل المباريات الرسمية .
يقول الدكتور عبدالرحمن بن محمد القحطاني في مقالة نُشرت له هنا في «الجزيرة» عام 2006:» الانتهازي متذاكِ، أناني، يكذب أو يتملّق لخداع المسؤول»، وهذا الانتهازي تجده في كل قطاع، ومجال يجيد المراوغة، ويلعب كل الأدوار لأنه يفتقد للمبادئ والأخلاقيات.
بعد إعلان التأهل، وانقضاء فرحة الإنجاز في الميدان بين المدربين والإداريين واللاعبين، حضر الانتهازيون رافعين شعار (الغاية تبرر الوسيلة) كل لخدمة مصلحته، ومعسكره، فقرأنا الإنجاز ينسب لرئيس الهيئة، وقرأنا من يختص الإنجاز بجهود رئيس اتحاد القدم، وقرأنا أيضاً بمن يختزل إنجاز مهمة التأهل بالمدرب الوطني القدير سعد الشهري وينسبه لنادي النصر.. ربط المنجز بهكذا أقوال وشخصيات يفسد فرحتنا جميعاً، ويجعلني أتساءل: هل لو أخفق المنتخب في بلوغ المونديال سيقبل هؤلاء الانتهازيون بربط هذا الفشل بتلك الشخصيات والمسببات؟!
إن النظر لإنجاز منتخب الشباب الذي طال انتظاره بعيون الموضوعية يجعل من قمة هذا الإنجاز تتسع ليقف فيها الجميع بدءاً من قاعدة الهرم: الأندية بلاعبيها، والإعلام، والجمهور، وأفراد الأجهزة الفنية والإدارية، وصولاً إلى رأس الهرم، حيث اتحاد الكرة وهيئة الرياضة بنسبٍ متفاوتة لا تبخس كل طرف حقه من المشاركة.
ما نقوله عن فرحتنا بإنجاز منتخب الشباب، سنردده غدًا بحول الله وقوته إن تأهل الصقور الخضر إلى مونديال روسيا، فالمبدأ ثابت، فلا انتهازية، ولا ابتزاز.
فواصل
* على الرغم من حدة النقد إلى حد القسوة الذي وجهته للحارس الدولي السابق حسين الصادق بعد انتقاله من النور مع زميله الهداف آنذاك حبيب الصفواني إلى صفوف القادسية، فإنه لم يرد بأي تعليق خارج عن حدود اللباقة والأدب، بل كان يعاتب بأدب جم، واحترام يعكس أخلاقاً وعلماً.. أكتب تعليقاً على العقوبة المعلنة من قبل لجنة الانضباط بحق حسين، وبعد اطلاعي على بيان نادي الخليج، ولمعرفتي الحقة بأخلاقه، فإني أكاد أجزم بظلم اللجنة للصادق.. اللجنة مطالبة بمراجعة حساباتها، والاتحاد مطالب بإعادة النظر في تقارير المراقبين خاصة في الحالات التي تقع بعيدًا عن أعين الصحافة والقنوات الناقلة.
* تكريم إدارة نادي القادسية للاعب الشاب عبدالله الغامدي تقديرًا لحفظه القرآن الكريم كاملاً عمل يستحق الإشادة، ومثل هذا اللاعب يستحق التكريم.. جميل أن يترك اللاعب أو الإداري أثرًا طيباً يذكره به الوسط الرياضي.
* تاريخ عريق يتمثَّل في حضور راقٍ في نهائي كأس الملك، وحاضر مشرق يدعو للتفاؤل يتمثَّل في الانضمام لركب كبار قارة آسيا، والتنافس معهم في الاستحقاق الأقوى والأهم.. محطتان تاريخيتان تجسدان واقع التعاون وطموح رجاله.
* لا أعلم حقيقة السر في موقف بعض الزملاء الإعلاميين والمسؤولين من المدرب الوطني سامي الجابر.. مثل هذا الرجل العصامي والطموح يحب أن ندعمه، ونؤازره ولا نضع العراقيل في طريقه تحقيرًا لتجربته، أو تهكماً.. مثل «سامي» في دول أخرى يلقون الاهتمام والدعم..
أخيرًا ،،،
الفوز للأخضر، والمجد للوطن