فهد بن جليد
بالزمانات قالوا (اللي ما بيفهمش مرتاح)، العرب (بدها هيك) بس ما حدا (بيطبق)، يحشرون أنوفهم في كل شيء تقريباً، تراهم (محلّلين) سياسيين واقتصاديين ورياضيين واجتماعيين ومستشارين أسريين.. إلخ، بفضل تعامل وسائل الإعلام مع هؤلاء الجهلة، لتصنع منهم (نجوماً) بدرجة (عمال يومية) يصبح أحدهم سباكاً، ويمسي كهربائياً، وفي الظهيرة يحمل الإسمنت والطوب؟!
في الإعلام الغربي ما زال هناك قليل من الاحترام للتخصص ولعقلية المُتلقي، لا أحد يتحدث في فن لا يفهمه (عشان ما يجيب العيد)، بل إن الصحفي الناجح مُلزم بتدقيق هوية وتخصص من يستضيف؟ وسائل الإعلام تخشى غضب وسخط مُتابعيها, لأنها قد تتسبب في كوارث إعلامية نتيجة استضافة الشخص الخطأ، أو طرح السؤال الخطأ؟ والمحظور؟ أو مرور معلومة هامة أمام شخص غير مُتخصص لا يلتقطها، لذا تلجأ إلى ما يُعرف هناك (بالمُساندين الإعلاميين) وهم جيش مُتخصص للمُساعدة بثلاث طرق؟!
الطريقة الأولى والتقليدية هي وضع وإعداد محاور اللقاء بشخصيات سياسية، اقتصادية، رياضية، فنية.. إلخ، أو عبر الطريقة الخفية (مولد الطاقة) في غرفة (الكونترول) لإنقاذ المُحاور عبر (الإربيس) سماعة الأذن، أو (الاتوكيو) شاشة الكتابة، بالتدخل الفوري لتزويده بالمعلومات والأسئلة المطلوبة وجعله يبدو مُتمكناً ومُتماسكاً، والطريقة الأخيرة هي المشاركة المباشرة، عندما يُنتخب مجموعة من هؤلاء المساندين فيما يشبه المواجهة مع صنّاع القرار أو النجوم والمشاهير, وتحتفظ الوسيلة هنا بدورها (كمنصة) تدير الحوار, دون التدخل فيه بطريقة (فطوم حيص بيص) عندما أحبها (غوار) وضيّعت مستقبل (ياسينو)، فالمشكلة الحقيقية في إعلامنا ليست في من يجيب؟ بقدر ما هي في من يسأل؟!.
مُعجزة أن نفهم في كل شيء؟ أو هكذا يدعي معظمنا؟ لا يمكن أن يسلم لك (مواطن عربي عادي) من المحيط إلى الخليج بأنه لا يعرف في تقلّبات أسعار النفط، ولا تشكيلة المنتخب، ولا مكونات الأكلات الشعبية، ولا أسرار وخفايا الإفلاس - الله وكيلك - نفهم في الانتخابات الأمريكية أكثر من الأمريكان أنفسهم، فكيف نلوم النخبة إذاً ..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.