عثمان أبوبكر مالي
مرت حادثة مباراة (الكلاسيكو) الدورية الأخيرة التي جرت على استاد مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة
(الجوهرة المشعة) مرور الكرام، ولم تحرك أي جهة ساكناً بعد مرور وقت كافٍ عليها، وكأن شيئاً لم يكن، أو كأن ما حدث لا يهم أحداً، لا اتحاد الكرة، ولا هيئة الرياضة، ولا حتى شركة أرامكو (المشرفة على الاستاد)!!
ولو أن ما حصل كان في مدينة أخرى وملعب آخر وجماهير فريق آخر لقامت الدنيا ولم تقعد، والشواهد موجودة ولكن لك الله أيها العميد!
الحادثة التي أقصدها هي منع جماهير الاتحاد من الوصول إلى الملعب قبل مباراة الشباب في ترتيبات (مشبوهة) وشك كبير بأنها (مقصودة) وأُعدت سلفاً وبعناية كاملة ومعرفة بل إشراف من إدارة المدينة، حيث تم إغلاق جميع البوابات المؤدية إلى الملعب والإبقاء على بوابتين فقط، لدخول المئات من الجماهير الاتحادية، المشهور عنها اندفاعها وحضورها المتزايد لمؤازرة فريقها، ولم يتم الإعلان مسبقاً عن أي إجراء ولا التوضيح عن البوابات أو الطرق التي على الجماهير سَلْكها للتوجه إلى البوابات المفتوحة (حتى تعمل حساباتها)، وهو إجراء تم الأخذ به في حالات ومباريات سابقة، وأدى ما حصل إلى أن يتأخر دخول (الآلاف) من الجماهير إلى المدرجات حتى منتصف الشوط الأول، وبعد مرور ثلاثين دقيقة من بداية المباراة، حتى (التيفو) الذي كان مُعداً لرفعه في أول المباراة وقبل انطلاقة الشوط الأول اضطر المنظمون إلى تأجيله إلى بداية الشوط الثاني (في حادثة تحصل أول مرة في العالم) لأن مساحات رفعه كانت شبه خالية تماماً، واضطرت (المئات) من الجماهير إلى أن تعود أدراجها، بعد مشاهدتها للزحام والمشقة التي تنتظرها قبل الوصول إلى مقاعدها، مما أفقد المباراة أعداداً إضافية من الجماهير الاتحادية التي كانت تمني النفس بالحضور والمشاركة في رفع التيفو الذي كان مُعداً من أجل الوفاء (لفخامة الرئيس) أحمد عمر مسعود (يرحمه الله)، وكأن ما قامت به إدارة الاستاد هو مساهمتها في هذا الوفاء (!!)
إن مدينة الملك عبد الله في جدة هي (جوهرة) الملاعب في المملكة، وجماهير الاتحاد (والمنطقة الغربية عموماً) هم
(جواهر) المدرجات في المملكة، بل في المنطقة ولا يقبل ولا يجب السكوت عن أن يكون الاهتمام بهم والنظرة إليهم أقل من غيرهم من جماهير الأندية والمناطق الأخرى، ناهيك عن افتعال عقبات و(معارك) لصدهم ومنعهم من الذهاب وحضور المباريات، جماهيرنا هي فاكهة رياضتنا وكرتنا والمسؤول الرياضي الذي لا يستطيع أن يحافظ عليها ويُؤمِّن حضورها إلى المدرجات مرتاحة ومطمئنة لا يستحق كرسيه الذي يقتعده.
كلام مشفر
> سؤال كبير.. ماذا لو أن ما حدث كان في ملعب آخر ولجماهير فريق آخر غير الاتحاد؟.. هل كنا سنجد هذا الصمت والسكوت ومرور الحادثة مرور الكرام؟! وأذكِّر هنا بما حصل في استاد الملك فهد، عندما انقطعت المياه في الملعب، في الحادثة التي عُرفت بـ (حادثة مياه السد) في مباراة الهلال في أغسطس 2014م أمام فريق السد القطري في دوري أبطال آسيا.
> تدخل سمو الرئيس العام لرعاية الشباب (هيئة الرياضة) شخصياً، تدخلاً عملياً ومباشراً، حيث تم فوراً تشكيل (فريق عمل) خاص للتحقيق في الأسباب التي أدت إلى ما حدث ووضع الحلول المناسبة لعدم تكراره.
> وصدرت بعد انتهاء العمل قرارات كانت قوية ورادعة، حيث تم إنهاء تكليف مدير الاستاد السابق، وتكليف خالد العقيل مديراً للاستاد، وتم إنذار شركة الصيانة والتشغيل إنذاراً نهائياً لتصحيح وضعها واتّخذ بشأنها الإجراءات النظامية حسب العقد.
> رغم كل ما حدث سجلت مباراة الاتحاد والشباب أكبر حضور جماهيري حتى الآن (بعد كلاسيكو الأهلي والاتحاد) إذ تجاوز الحضور 32 ألف متفرج، وهو أكبر حضور لمباراة جمهورها من طرف واحد فقط.
> من المشاكل التي تواجه رياضتنا ودورينا عندما (يتحوَّل المسؤول إلى مشجع) كما هو في حالات كثيرة مشابهة فمثلاً نائب رئيس اتحاد كرة القدم (الذي يروِّج أنه سيرشح نفسه للرئاسة) يُهنئ فريق الشباب على فوزه بمباراة (مسلوبة) ثمنها ثلاث نقاط، ولو كانت التهنئة ببطولة أو كأس لما لامه أحد.
> ومدير استاد الملك عبد الله (الجوهرة) يُكرِّم المدرب سامي الجابر داخل الاستاد بعد أن أغلق أبواب المدرجات على الآلاف من الجماهير الرياضية، وحجته أنه (صديقه) وأنها المرة الأولى، التي يأتي فيها إلى الملعب ولأنه مدرب وطني، والسؤال أين كان القوبع عندما جاء فريق القادسية إلى الملعب نفسه.. أم أن حمد الدوسري ليس مدرباً وطنياً؟!