«الجزيرة» - المحليات:
أكد معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى أن رؤية المملكة 2030 حددت عدداً من المحاور والأهداف الرئيسة لرفع جودة التعليم في مختلف مراحله، بالإضافة إلى إعداد المعلمين وتأهيلهم، وتطوير المناهج وأساليب التدريس والتقويم، وشدد في هذا الصدد على أهمية التعليم بوصفه أساس كل تنمية وكونه المحور الأساس لعمليات التطوير والإصلاح، وجوهر الاقتصاد العالمي الجديد الذي تراجع فيه دور المؤسسات الاقتصادية التقليدية لصالح الاقتصاد القائم على المعرفة.
وقال معاليه في كلمة ألقاها لدى رعايته انطلاق منتدى البكالوريا الدولية الذي نظمته مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية أمس الثلاثاء في الرياض: إن للتعليم دوراً محورياً في نهضة الأمم، وتعزيز مكانتها الحضارية، وما اجتماعنا اليوم في هذا المنتدى الذي تنظمه مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، إلا مؤشرٌ على الأهمية التي يحظى بها التعليم في كافة القطاعات الحكومية والأهلية.
وأضاف: لقد جاءت رؤية المملكة 2030 منسجمة مع المشهد العالمي المعاصر بما فيه من فرص وتحديات، فكان للتعليم دور هام في هذه الرؤية التي اشتملت على مقاربة شاملة للمنظومة التعليمية، فضلاً عن تصور متكامل لتطوير التعليم في المملكة بدءاً من ما قبل المدرسي ووصولاً إلى التعليم العالي، فضلاً عن التأكيد على ضرورة نشر ثقافة البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتعزيز دور الأسرة في العملية التعليمية.
ونوه معاليه ببرامج منظمة البكالوريا الدولية التي سبق وشارك في مؤتمراتها الإقليمية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط، وفي النقاشات الواسعة حول المهنية التي تعتمدها المنظمة لبناء مناهجها، وأكد أن وزارة التعليم تصبو إلى تطوير مناهجها وبرامجها التعليمية في نفس الاتجاه لرفع مشاركة التلاميذ في العملية التعليمية، وتخفيض نسبة التلقين والحفظ، والتحول إلى التعلُّم التفاعلي، لشحن ملكات التفكير الناقد، والتساؤل والاستكشاف.
وذكر وزير التعليم أن الوزارة بدأت في تنفيذ برامج تدريب المعلمين، وأن أكثر من 700 معلم سيغادرون المملكة خلال الأسبوعين القادمين إلى الخارج في إطار برنامج تدريبي دولي، بالإضافة إلى برامج التدريب المحلية التي تنفذ على مستوى المنظومة التعليمية. ودعا إلى تعاون أكبر بين وزارة التعليم ومنظمة البكالوريا الدولية من خلال شراكتها مع مؤسسة الملك فيصل الخيرية.
وقال معالي الوزير في تصريح صحفي إن منتدى البكالوريا الدولية يفتح آفاقاً جديدة في التعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، ويوسع آفاق التعاون بين المدارس الأهلية ووزارة التعليم في تطبيق برامج البكالوريا، والاستفادة من تجربتهم الطويلة في تصميم المناهج، وتدريب المعلمين؛ مبدياً استعداد الوزارة للاستفادة من هذه التجربة.
من جانبه أوضح الأمير بندر بن سعود بن خالد الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية في تصريح مماثل أن هدف المؤسسة من مشروع البكالوريا الدولية هو تنمية التفكير الإبداعي والنقدي مع الانفتاح والتنوع الثقافي لتحقيق أعلى مستوى من المعرفة مع الحفاظ على كافة المبادئ والأخلاق الإسلامية الفاضلة والثقافة الثابتة للمجتمع السعودي.
وشدد سموه على أنه سيتم مراجعة وتقييم كل مرحلة من المشروع لمعرفة النتائج، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الأخرى، وكشف أن مؤسسة الملك فيصل الخيرية التزمت بتمويل المشروع بمبلغ إجمالي يربو على 14 مليون ريال، مشيداً بما تبذله الدولة من جهود لتطوير التعليم، وتخصيصها مبالغ كبيرة لهذه الغاية.
وثمَّن الأمير بندر الإنْجازاتِ التِي حَقَّقَتْهَا مؤسسةُ الملكِ فيصلِ الخيريةِ في مجالِ التعليمِ خلالَ مسيرتِها الممتدةِ منْ عامِ 1976م حتى يومِنا هذا.
واستعرض في كلمة ترحيبية لدى افتتاح المنتدى أبرز المحطات في مسيرة المؤسسة على هذا الصعيد، والتي استهلتها بإنشاءِ «جائزةِ الملكِ فيصلِ العالميةِ» لِتكريمِ العلماءِ منْ شَتَّى أنحاءِ العالمِ، ونَشْرِ مُنجزاتِهِمْ لِيَعُمَّ نَفْعُهَا الإنسانيةَ جمعاءْ، كما أنشأتْ بالتوازي «برنامجَ المنحِ الدراسيةِ» الذي استفادَ منهُ مئاتُ الطلبة والطالباتِ منْ مختلفِ الجنسياتِ وفي مختلفِ التخصصاتِ والمراحلِ التعليميةِ، ثُمَّ شَرَعَتِ المؤسسةُ في إنشاءِ المؤسساتِ التعليميةِ بمختلفِ مراحلِهَا منَ الروضةِ إلى الجامعةِ.
ولفت سموه إلى ما قامت به مؤسسة الملك فيصل الخيرية من إنشاء الكثيرَ منَ المراكزِ التدريبيةِ في مواقعَ متعددةٍ منْ العالمِ، َوَفَّرَتْ لها كافةَ الإمكاناتِ لِرَفْدِ المجتمعاتِ بأجيالٍ خلاّقةٍ مُدرَّبَةْ». وقال: «وفي مدينةِ الرياضِ أقامتِ المؤسسةُ «مركزاً للبحوثِ والدراساتِ الإسلاميةِ» لِيكونَ ركيزةً أساسيةً في إثراءِ البحثِ العلمِيِّ والحفاظِ على التراثِ.
وذكر الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية أن إنجازَ اليومِ يتمثّل بوضعُ حجر أساسِهِ التعاونِ مَعَ منظمةِ البكالوريا الدوليةِ، نمضي بِهِ قُدُماً نحوَ تنميةِ التفكيرِ الإبداعِيِّ والنقدَيِّ مَعَ الانفتاحِ والتنوعِ الثقافِيِّ لِتحقيقِ أعلى مستوىً منَ المعرفةِ، مَعَ الحفاظِ على كافةِ المبادئِ والأخلاقِ الإسلاميةِ الفاضلةِ، والثقافةِ الثابتَةِ للمجتمعِ السعوديْ.
وأكد أَنَّهُ تَمَّ تنفيذُ برنامجِ البكالوريا الدولية في عددٍ منَ مدارسِ المملكة، وأن النتائج جاءتِ محقِّقَةً للآمالِ منْ خلالِ القفزةِ المعرفيةِ النوعيةِ لِطلبةِ تِلْكَ المدارسْ.
وأعرب سمو الأمير بندر في ختام كلمته عن أمله في أنْ يُصبحَ «برنامجُ البكالوريا الدوليةِ» واقعاً تعليمياً مطبقاً في كافةِ المراحلِ الدراسيةِ لتأهيلِ شبابِنَا للتفوُّقِ في تعليمِهِمُ الجامعيِّ والعالي، وبالتالي تأهيلِهِمْ للإسهامِ بفاعليةٍ في نهضةِ بلادِهِمْ ورُقِيِّهَا تحتَ رايةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بن عبدِ العزيزِ؛ يحفظُهُ اللهُ ويرعاهْ.
ويُعدّ المنتدى، الذي عُقد تحت عنوان «المشهد التعليمي المتغير في المملكة العربية السعودية»، في قاعة الأمير سلطان بن عبد العزيز بفندق الفيصلية بالرياض، واحداً من البرامج المتتابعة التي تقدمها مؤسسة الملك فيصل الخيرية ضمن أنشطة وبرامج المشروع الخيري الوطني الذي تتبناه بالتعاون مع منظمة البكالوريا الدولية، وقد شارك في فعالياته مجموعة من المسؤولين والمختصين والمختصات في قطاع التعليم.
ويهدف مشروع التعاون بين مؤسسة الملك فيصل الخيرية و»منظمة البكالوريا الدولية» إلى إعداد الطلاب والمعلمين والقادة وفق معايير تعليمية عالية أثبتت نجاحاً كبيراً واسع النطاق وحققت اعترافاً بالجودة من العديد من الجامعات النخبة حول العالم عرفت بالصرامة والانتقائية.
وقد تخلل فعاليات منتدى البكالوريا الدولية عرض تعريفي عن «البكالوريا الدولية» يُوضح برامجها الأربعة التي تعتمدها للطلاب من سن ثلاث سنوات حتى 19 سنة، وهي تهدف إلى تطوير التفاهم والاحترام بين الثقافات.
وشهد المنتدى إقامة عدد من الندوات وورش العمل التخصصية التي تتناول نشاط منظمة البكالوريا الدولية في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التعريف ببرامج البكالوريا الدولية للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وبرنامج دبلوم البكالوريا الدولية والبرنامج المؤهل للتوظيف (البرنامج المهني).
كما تم عقد ورش عمل أخرى لملاّك ومديري المدارس والمتخصصين في التطوير التربوي والمهتمين بالتعليم؛ وذلك حول «المتغيرات في الحقل التعليمي في المملكة العربية السعودية».
تجدر الإشارة إلى أن منظمة البكالوريا الدولية (IB)، هي منظمة تربوية غير حكومية وغير ربحية، تتخـذ من مدينة جنيف السويسرية مقراً لها، وترتبط بعلاقات تعاون في مجال تخصصها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، والمجلس الأوروبي، ومنظمة التعاون للتنمية الاقتصادية، ومكتب التربية بجنيف.
وكانت مؤسسة الملك فيصل الخيرية بدأت شراكتها مع منظمة البكالوريا الدولية منذ عام 2008، بغية وضع أسس قوية لقادة المستقبل والمبدعين والمهنيين الذين سيكون بمقدورهم استخدام معارفهم لتحسين نوعية التعليم والإسهام في تطوير اقتصاد المملكة.