م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - حضور المناسبات وأداء الواجبات وتلبية الدعوات والمشاركة في الفعاليات والنشاطات أعمال لا يطيقها سوى قلة من البشر.. وهي تحتاج إلى سمات ليس لها علاقة بالذكاء أو العلم أو التجربة.. فالذي يتملكنا جميعًا تجاه المناسبات الاجتماعية هو إحساس خفيف من رهاب الجموع.. لكن حينما ترغم نفسك وتلزمها بالحضور تجد بعدها في قرارة نفسك إحساسًا بالسعادة بأنك شاركت.. وأنه كان لحضورك مكاسب واضحة.. ومع هذا في المرات التالية سوف تجد الشعور ذاته بالرهاب، وأنك تدفع نفسك للحضور دفعًا.
2 - الحضور يجلب المزيد من الحضور.. والقريب من العين قريب من القلب كما يقولون؛ لذلك فالساعون للنجاح الاجتماعي يجب أن تكون لديهم القدرة والشجاعة على الحضور والالتزام بأداء الواجبات المجتمعية والرسمية.
3 - للحضور الناجح يجب أن تكون ماهرًا في الاستماع.. فأغلب الناس لا يجيدون هذا الفن، ولا يرغبون فيه؛ فالكل يحبون أن يتحدثوا، لا أن يسمعوا؛ لذلك هم لا يركزون فيما يسمعون، ولا يتذكرون ما قاله غيرهم؛ وبالتالي التذكُّر والتفاعل سوف يقويان اتصالك بالآخرين، ويزيدانك قربًا منهم؛ لأنهم سوف يحسون بأن لديك رغبة صادقة في فهمهم والتعاطف معهم في قضاياهم، وسوف يبادلونك الشعور نفسه؛ ما يدفعهم أيضًا إلى بذل الجهد للاستماع لك، وهذا هو الطريق الوحيد للتأثير فيهم.
4 - الحضور الفعّال المؤثر يتطلب منا التوقف عن إصدار الأحكام على الآخرين أو أن نصنفهم؛ فالآخر سعيد بما هو عليه كما أنت سعيد بما أنت عليه.. فتعامل معه بصفته الشخصية لا حسب تصنيفك له.. وكذلك يجدر بك التوقف عن إصدار الأحكام السلبية على أوضاع المجتمع السياسية والاقتصادية مهما كنت تشعر بالإحباط أو الخوف أو الملل أو القلق.. يجب أن تكون إيجابيًّا حتى تمنح الناس مساحة اطمئنان، ولا يتحول حضورك إلى حالة هجوم ودفاع وبث للمشاعر السلبية.
5 - في الحضور لن تكسب الثقة دون أن تكسب الاطمئنان.. ولن تؤثر في الحضور دون أن تكسب الثقة.. ولن تكسب الاطمئنان دون أن تنظر إلى الناس ككيانات فردية؛ ما سوف يحررك من قيود العنصرية والمناطقية والمذهبية حتى العادات والتقاليد.. ولا تنظر إلى الناس كمجاميع بصورة نمطية صورت لك، وليس لك فيها دور سوى التلقي والتقليد.
6 - في الحضور الفعّال يجب أن تبتعد عن قولك: «نحن وهم»، أو «أنت وأنا».. ودائمًا تحدث بـ»نحن» فقط؛ فهذا يدل على أن بينك وبين الآخر مشتركات في الأهداف؛ فهذا يجعل التعاون تكاملاً، وتصبح المقترحات من أي طرف حلولاً، يتقبلها ويتبناها الجميع.
7 - قال حكيم: تكلم كي أراك.. وتقول حقائق الحياة: اسمعني كي تراني.