د. فاطمة العتيبي
من على ربوة مرتفعة في شمال شرق العاصمة السعودية الرياض كان المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز يجلس ليشاهد سباق الخيل الذي كان يقام بين الخيول العربية الأصيلة، وكانت الخيل تنطلق للسباق من المكان الذي يقع في آخر طريق صلاح الدين الأيوبي إلى أن تصل نقطة النهاية حيث يجلس الملك.
ثم من على دكة على الربوة المرتفعة كان جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز (يرحمه الله) يجلس ويجتمع معه المتسابقون من ملاك الخيل لمشاهدة السباقات..
في عام 1965 أصدر جلالة الملك فيصل مرسوما ملكيا بتأسيس نادي الفروسية في الملز التابع لإدارة رعاية الشباب في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وتم تعيين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي ظل داعما لهذه الرياضة حتى توفي وهو ملك للبلاد في عام 2015.
وقد بذل أمير منطقة الرياض وقتها الأمير سلمان بن عيدالعزيز جهودا كبيرة لجمع المهتمين بهذه الرياضة والتنسيق بينهم إلى أن أصبح نادي الفروسية كيانا رياضيا مهما.
وفي عام 1410 تأسس الاتحاد السعودي للفروسية ضمن الاتحادات الرياضية في رئاسة رعاية الشباب، وظل الاهتمام بهذه الرياضة الأصيلة إرثا عريقا يتوارثه قادة هذه البلاد.
وأجدني سعيدة بمشاركة مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر في دعم هذه الرياضة المهمة وذلك بإقامة سباق على كأس الجزيرة ومشاركة رئيس التحرير سعادة الأستاذ خالد المالك في تسليم الكأس في سباق أقيم هذا الأسبوع وأجد ذلك مشاركة واعية بالمسئولية الاجتماعية لهذه المؤسسة العريقة.
دعاني ذلك لتذكر مدربة أمريكية التقيت بها وقالت لي أنها تعمل على تدريب الفتيات على رياضة الفروسية، وذلك في الاستراحات والمزارع الخاصة، وتقول إن الأسرة السعودية تهتم بهذه الرياضة، وقالت إنها تتقاضى دخلا عاليا من وراء تدريب الفتيات السعوديات وأنها لاتكاد تلبي الطلب.
وباعتبار المرأة مواطنة لها حق الاستفادة من المنشآت الرياضية، ولا أجد في ذلك غضاضة فإنني أقترح تخصيص أيام للنساء للتدريب على هذه الرياضة الإسلامية التي أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بتعلمها وحدثنا تاريخنا الإسلامي والعربي عن خولة بنت الأزور وغيرها من القصص التي تثبت أن المرأة العربية كانت فارسة عظيمة تقفز الحواجز وتقتحم المفازات، وتاريخنا السعودي الحديث أيضا زاخر بمثل هذا، فيذكر لنا كيف خلفت غالية البقمية زوجها في قيادة جيش القبيلة حين مرض وردت الأعداء عن قبيلتها.
وأرى أن تنظيم تخصيص أيام للفتيات في المنشآت الرياضية لممارسة هواياتهن سيكون ميسرا في ظل التعاضد المؤسسي بين وزارة التعليم والهيئة العامة للرياضة، خاصة أنه يوجد اليوم وكيلة للرياضة النسائية في الهيئة العامة للرياضة وهي سمو الاميرة ريما بنت بندر بن سلطان.
ومن الخير لبناتنا أن ينشغلن بالترفيه الرياضي الصحي المفيد ومجالاته المتعددة والمتنوعة. وأن يشاركن في مسابقات داخلية وخارجية في ظل شروط ثقافتنا والتي يحترم العالم فيها التنوع والاختلاف ويتقبلها ضمن اتفاقيات ومواثيق عالمية تنطلق من تقدير الثقافة الوطنية.. سدد الله الجهود.