الكاريزما كلمة يونانية الأصل تعني الهبة أو التفضيل الإلهي أو المنحة الربانية، فهي تشير إلى الجاذبية الكبيرة التي يتمتع بها بعض الأشخاص، وهي الروح التي تبعث الطاقة العاطفية المؤثرة في الناس على المستوى الفكري والحسي والانفعالي بواسطة التواصل البصري، نبرة الصوت ودرجته، المهارة الخطابية الملامسة لحاجة الناس، لغة الجسد. والقدرة التي يمتلكها الفرد للتأثير على الآخرين والارتباط بهم ثقافياً وعاطفياً ونفسياً. والكاريزمي هو شخص يبقى عالقاً بالذاكرة حباً أم كرهاً.
والبعض يسميها سحر الشخصية أو قوة الشخصية ويتميز بقدرات لا متناهية وأهمها السيطرة على المجتمعات والشعوب والأفراد عندما تقابله يجذبك منذ أول وهلة ويستطيع التحكم بعقلك ومشاعرك وأحاسيسك.
وأكثر مجال يتجه له الكاريزميون هو مجال السياسة لكن ليس كل القادة والزعماء كاريزميين، فقد يصل للسلطة أشخاص لا يمتلكون الكاريزما، وهي صفة إنسانية تنطبق على الرجال والنساء وعلى العاملين في شتى مجالات الحياة الاجتماعية فهي موجودة بين السياسيين والممثلين والمغنين والرياضيين وتجعل من يتصف بها محل تقدير وإعجاب الجماهير. وهناك عدة نماذج على مر التاريخ تؤكد الانقياد والطاعة للكاريزمي دون النظر إلى المضمون سواءً إيجاباً أو سلباً كما فعل أوردغان عندما أفشل انقلاب وغاندي الذي هزم إمبراطورية وأتاتورك الذي أنهى الخلافة وغيرها الكثير.
وليس بالضرورة أن يكون الشخص الكاريزمي مفيد لمجتمعه فقد عرف التاريخ نماذج كاريزمية سيكوباتية (إجرامية) مدمرة لنفسها والمحيطين بها مثل هتلر.. وقد يكون إنسان خير يفيد المجتمع ويوصلها لبر الأمان مثل تشرشل.
ومن الصعب وضع صفات خارجية يشترك بها كل الكاريزميين فقد نجد أن منهم صاحب الصوت الهادئ مثل نيلسون مانديلا ونجد منهم الصاخب صاحب الصوت الجهوري مثل جمال عبدالناصر منهم قوي البنية ومنهم ضعيف البنية قد يكون وسيماً أو أقل وسامة طويلاً أو قصيراً.
فالكاريزما صفة تتبع من الداخل وليست صفة خارجية مما يضفي عليه جاذبية خاصة وروعة منفردة والشيء الرائع في الكاريزما أنها تجعل الشخص قوياً لأنه يستمد قوته من ذاته.
وقد ذكرت الكاتبة جوانا كوزوبسكا المفاتيح السبعة للكاريزما (الثقة، الرؤية، التواصل، الأسلوب، القدرة على تحريك الأحداث، البصيرة الثاقبة، الغموض والأسرار).
ويعتقد بعض المختصين في مجال التدريب بأن الصفات الكاريزمية يمكن تعلمها واكتسابها، وبأن من يدعي بأن الكاريزما موهبة من الله هي مجرد أكذوبة لإحباط الآخرين، والبعض الآخر يرى أن تقليد الآخرين والتظاهر بصفات محددة قد تتعارض مع القناعات الشخصية من الداخل. ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه يوجد نسبة كاريزمية لكل شخص قد ترتفع في حال تحسين بعض السلبيات لديه دون الانسلاخ الكلي من شخصيته الحقيقية.