رفحاء - حمود الطريف:
أصبحت تجارة البسطات المتنقلة مهنة رائجة في رفحاء والمنطقة الشمالية بصفة عامة، اللافت في الأمر أن ممتهنيها من كبار السن، الجزيرة اقتربت من هؤلاء، ماذا تحوي بسطاتهم ؟ ولماذا هم من كبار السن؟ ولماذا أصبحت هذه المهنة جاذبة لهذه الفئة؟ وما مصدر بضائعهم ؟ وغيرها من الأسئلة أدلى به عدد ممن التقتهم.
بداية تحدث المواطن أبو عبدالله 76 سنة قائلا : أن أكثر من يمتهنون مهنة البسطات هم كبار في السن ومتقاعدون وليس لدى البعض منهم أي مصدر رزق سوى هذه التجارة البسيطة أو أنهم من اصحاب الدخل المحدود الذين يستعينون بها لتوفير بعض الاحتياجات الثانوية لأبنائهم وأسرهم، وهؤلاء وأولئك اتجهوا لممارسة هذه التجارة نظراً لقلة الحيلة لديهم ولضعف الامكانيات المادية، وأضاف أبو عبد الله: لو كان باليد حيلة لفتحنا محلات مثل غيرنا من التجار.
جدول زمني
ويلقي عبدالله العنزي الضوء على هذه التجارة قائلاً: يمارس البعض من كبار السن والمتقاعدين هذه التجارة (تجارة البسطات المتنقلة) هربا من أعين الرقابة وغلاء ايجار المحلات فيعمد الواحد منهم إلى شراء ما ينوي التجارة فيه من ملابس وعطورات وأغراض أخرى كالأعشاب وغيرها وتحميلها بسيارته الخاصة، ومن ثم اللحاق بركب من سبقوه في هذه التجارة، وعادة ما يكون لهم جدول زمني معروف، كأن يكون كل يوم أو يومين في مكان مخصص، حيث إنهم يجوبون جميع قرى وهجر المحافظة ويخصصون يوما واحدا للبسط وعرض تجارتهم في أحد مواقف الدوائر الحكومية في محافظة رفحاء.
انعدام الوظائف
عن نوعية البضائع التي يعتمدون عليها قال أبو سعود: لا تختلف بضائعنا عن بضائع المحلات، وهي تتنوع بين الملابس النسائية والرجالية بأنواعها و العطورات ومستلزمات النساء كافة كون أكثر زبائننا من النساء لاسيما في قرى و هجر المحافظة، وكذلك بيع مستلزمات العطارة والزيوت والمنتجات الشامية بأنواعها كالزيتون الأصلي والعسل وزيت السمن البري، مضيفاً بأن أسعارهم تراوح ما بين الـ10 ريالات والـ100 ريال، كونهم يجلبون هذه البضاعة من أماكن الجملة في كل من الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، ويضيف أبو سعود : نمارس هذه التجارة لعدة أسباب أهمها توفير مصدر رزق لنا غير الراتب التقاعدي أو الضمان الشهري كما أن البعض منا لديه الرغبة في العمل وعدم الركون في المنزل بعد التقاعد إلا أن الفرص الوظيفية في المنطقة شبه منعدمة ونلجأ لممارسة هذه التجارة البسيطة.
دعم وتطوير
واتجهنا الى المشترين فقال المواطن ماجد الشمري: يجب أن تكون هناك مظلة تحتوي هؤلاء المتقاعدين وكبار السن وتعمل على تطوير ما لديهم من مصادر للدخل وتدريب ودعم البعض الآخر منهم وتوفير المكان المناسب لعرض بضاعتهم في المدن والهجر والقرى كأن تقوم بذلك بلديات تلك القرى والهجر والمحافظات مضيفا: بعض المتقاعدين وكبار السن في المنطقة يعملون في تجارة البسطات وتجارة الأغنام والإبل إما للقضاء على وقت الفراغ لديهم أو لزيادة مصادر الدخل في ظل ارتفاع الأسعار الغذائية وغيرها ناهيك عن من هم يعولون عوائل كبيرة.