سعد الدوسري
«أنا مواطن سعودي، أحمل درجة البكالوريوس في تخصص إدارة مستشفيات وخدمات صحية، ولدي بطاقة من هيئة التخصصات الصحية، مصنف أخصائي، وأرغب من حضرتكم المساعدة في الحصول على وظيفة؛ أرجو منك التعامل بجدية مع هذا الطلب، وكتب الله لك الأجر مقدماً».
هذا الشاب فقد الأمل في الحصول على وظيفة، فصار يطرق أبواب الكتّاب والإعلاميين، على أمل أن يساهموا في حل مشكلته. هو لا يعرف أننا فقدنا الأمل، كما فقده هو. كتبنا في الصحف، تحدثنا في القنوات التلفزيونية، شاركنا في ورش العمل، قدمنا مقترحات، غرّدنا في تويتر، وكل هذا ولن يحل المأزق الأساسي، إلا وهو عدم قناعة السوق السعودي بمخرجات المؤسسات التعليمية والأكاديمية السعودية، على الرغم من التميز الواضح للشباب والشابات السعوديين في محافل العمل الخليجية والعربية والعالمية، وحصولهم على جوائز ومراكز متقدمة، نظير ما حققوه من انجازات بحثية أو مهنية.
عدم القناعة بالشاب السعودي، روّج لها العاملون الأجانب في مؤسساتنا وشركاتنا، بهدف قطع الطريق عليه لكيلا يزاحمهم في وظائفهم. ولعل التغريدة التي كتبها، بكل بجاحة، مهندس ميكانيكي آسيوي يعمل في السعودية، تدل دلالة قاطعة على ما أقول:
- معظم السعوديين أغبياء. إذا وظفت أيا منهم، فإن مستوى مؤسستك سينحدر، وستقفلها. أقترح أن تغير قرارك وتوظف أجنبياً.
هذا المهندس الأجنبي غير الكفء، يأكل من خيرنا ويشوه صورتنا.