جاسر عبدالعزيز الجاسر
للمرة الخامسة أسقط تحالف الانقلابيين في اليمن المكون في الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح هدنة الثلاثة أيام، والتي بدأت فجر يوم الخميس وانتهت يوم الأحد، بعد ارتكاب الانقلابيين ألف خرق لهذه الهدنة، والتي تميزت عن سابقاتها باصرار الانقلابيين على خرقها من دقائقها الأولى، أما التميز الاجرامي الآخر للانقلابيين فهو تركيز اختراقاتهم على الأراضي السعودية من خلال استهدافها بالصواريخ البالستية ومحاولات التسلل التي انتهت جميعها بقتل عشرات الأشرار وجلهم من الحوثيين مع ازهاق العديد من قادة الشر سواء من الحوثيين أو قادة فلول جيش علي عبد الله صالح.
اسماعيل ولد الشيخ يحاول تمديد الهدنة لثلاثة أيام أخرى ويحظى بمساندة غربية إلا أن الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع وان أظهروا موافقتهم إلا أنهم في الواقع يعلمون أن الهدنة في هذه المرحلة لا تخدم أوضاعهم الحرجة التي يواجهونها وبالذات في صنعاء، فتوقف القتال وهدوء جبهات القتال يتيح للمواطنين اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرة الانقلابيين والذين أوصلوهم إلى وضع مزر بعد توقف صرف الرواتب ومعاناة قلة الأدوية والغذاء وهو ما دفعهم إلى اطلاق دعوات للتظاهر، قمعها الانقلابيون بشدة بحجة تعرض العاصمة صنعاء لـ(غزو) المعارضين، والمقصود هنا الجيش الوطني اليمني والمقاومة اليمنية التي يعرف أهل صنعاء أنهم أرحم وأشرف من الذين باعوا بلادهم لملالي ايران، لهذا فإن الانقلابيين والذين يرون أن لا مصلحة لهم في عقد هدنة جديدة إلا إذا استجاب المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى شروطهم والتي تتركز على وقف نشاط قوات التحالف العربي والمقاومة الوطنية ويترك لهم المجال في الحصول على الأسلحة ومنها الصواريخ التي تتدفق عليهم من السواحل الافريقية من الدول العربية الشقيقة الحدودية، وهدفهم استعمال تلك الصواريخ لتوجيهها إلى الأراضي السعودية لتصوير المعارك بأنها مع المملكة العربية السعودية، وليس الهدف منها الدفاع عن الشرعية ووقف استيلاء الانقلابيين على السلطة وتسليم اليمن للهيمنة الايرانية، وقد كشف الاعلام الطائفي الذي توجهه ايران سواء الذي يبث سمومه في الضاحية الجنوبية في بيروت وبغداد وطهران أنهم يستهدفون الأراضي السعودية لاجبار السعودية على التفاوض معهم، وهو ما لم يحصلوا عليه لأن السعودية ليست طرفاً أساسياً فيما يجري في اليمن وإنما تساعد الشرعية لاعادة الحق لأهله واستهداف أراضيها وأمن المواطنين والمقيمين في المحافظات الحدودية يفرض عليها الدفاع عنهم بامكانياتها التي يعرفها الانقلابيون جيداً بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة ومقتل الكثيرين من قيادييهم.
وسواء نجح ولد الشيخ ومن يسانده من الغربيين في التمديد للهدنة أو فشل ذلك فإن الجميع قد تأكد عدم صدق الانقلابيين وأن لا فائدة بعقد هدن مع جماعة تأتمر بما يرسل إليها من أوامر من طهران ومن ممثلها ملا الشر حسن نصر الله.