ناصر الصِرامي

طالعت تقارير متنوعة عن توصل شركة AT AND T التي تعتبر إحدى كبرى شركات الاتصالات وخدمات الانترنت في الولايات المتحدة الأمريكية لاتفاق حول شراء شركة تايم وارنر، وهي الشركة الأم لـCNN بصفقة قيمتها 85 مليار دولار.

الصفقة التي أعلن عنها بشكل رسمي بداية الأسبوع، هي إحدى أكبر صفقات الدمج لشركات الإعلام والاتصال، لكنها الآن تحت مراجعة المشرعين الأمريكيين قبل إتمامها بصورة نهائية، الأمر الذي قد يستغرق نحو العام. بحسب موقع شركة (سي إن إن) الذي تمتلكه تايم وارنر.

وهى أيضا الشركة الأم لعدد من العلامات التجارية الكبيرة في عالم الإعلام والسينما، وقنوات TNT وHBO، إضافة لصناعة الأفلام في هوليوود وعدد من القنوات والمواقع الإلكترونية الأخرى.

اسس هنري روبنسون لوس عام 1922م شركة تايم، وإصدار مجلة «تايم»، ثم مجلة «لايف»، وتبعها»فورشين»، و «سبورتس الستريتيد»، ليصبح الناشر الأول للمجلات في العالم. ثم حقق تحولا مهما بإضافة الفيديو لشخصيتها الطباعية عند اندماجها عام 1989م، مع شركة وارنر الإعلامية.

واجهت الشركة الجديدة «تايم وارنر» بعض المشكلات في بداية الاندماج، كما واجهت عدم استقرار إدارياً، انتهى بتنصيب «جيرالد ليفن» رئيسًا ومديرًا لـ«تايم وارنر» عام 1992م.

كانت لـ«جيرالد ليفين» بوصفه مديرًا تنفيذيًا لمجموعة تايم وارنر رؤية واضحة بشأن إضافة إمبراطورية تيد تيرنر التلفزيونية إلى مجموعة تايم الطباعية عام 1996م.

لم يحضر تيرنر معه شبكة كايبل إخبارية تبث على مدار 24ساعة وحسب، ولكن أحضر معه أيضًا المباريات الرياضية الودية التي ابتكرها عام 1986م.

ولعلكم تتذكرون بعد ذلك، الاندماج الكبير الذي تم بين «أمريكا أون لاين «و «تايم وارنر»، في2000م، ليقدم أكبر مؤسسة إعلامية في العالم بقيمة 165 مليار دولار - حينها-، ورغم أنه واجه هذا الاندماج عقبات في أوروبا وأمريكا.

إلا أن المشرعين الأمريكيين عملوا على إفساح المجال أمام المنافسين الذي كان عليهم التعامل مع الاندماج الجديد لشركة أمريكا أون لاين تايم وارنر، فقد أدرك السماسرة الكبار بواشنطن أن تايم وارنر وقفت أمام شبكة ABC التلفزيونية التابعة لمجموعة ديزني التي كانت تستحوذ على المشتركين حتى عام 1999م.

وبالمناسبة، فإن شركة إيه تي أند تي (AT AND T) العملاقة، والتى تعمل في مجال الاتصالات، تقوم بتوفير الخدمات الرقمية التي تحتاجها أجهزة التلفاز والهاتف والإنترنت. تؤمن الشركة خدمة الإنترنت لـ71 مليون مشترك في الولايات المتحدة عن طريق اللاسلكي وخدمة خط المشترك الرقمي!

إن من المثير أن هذا الاندماج بين وسائل الإعلام (تايم وارنر) وشركات الاتصال «ايه تي اند تي»،قد يضع الشركات الأخرى تحت المجهر، بعد أن أسس لرؤية متوقعة، لكنها أصبحت عملية.. وتسعى المجموعة الجديدة إلى الاستفادة من النمو العالمي للإعلان الذي يستفيد من التجارة الإلكترونية باعتبارها مصدرًا رئيسًا للعائدات.

استحواذ والتهام شركات الاتصالات لشركات الإعلام، أمر وارد ومتوقع، بل طبيعي جدا، شركات اتصالات تملك جيوبا مالية عميقة، ووسائل الإعلام تنتج محتوى، وترغب باستمرار في توسيع شبكات وصولها، ومن ثم استثمار ذلك في مجال التجارة الالكترونية والاعلان والتسويق بابتكار وفاعلية، وتزاوج ملك لمحتوى مع من يتحكمون في منافذ الوصول وتدفق المعلومات والاخبار والترفيه، سيؤدي لتوليد عالم افتراضي شبكى يتجه لموجة احدث.. وبخطى عملاقة نحو اكتساب المال والتأثير على الناس بطرق أحدث من خلال الاتصالات والإعلام ا.. هذا هو الإعلام الاتصالي الجديد..!