سامى اليوسف
يعجبني في سامي الجابر «المدرب» التحدي، وروح التحدي، والإصرار على النجاح. أما «الكاريزما»
التي يتمتع بها فهذه منحة ربانية، ومنحة تميزه عن غيره، لكنها تجلب له الحسد والغيرة.
أسجل إعجابي المتنامي بالألماني المكافح يورغن كلوب (مواليد 1967)؛ فهو مدربي المفضل حاليًا، وتأسرني روح وحماسة الأرجنتيني دييغو سيميوني (مواليد 1970)، وأجد روح وحماسة وكفاح المدرب سامي تمتزج في هذين المدربين، وأتمنى أن يقوده إصراره لحصد النجاح والألقاب مثلهما.
ألهب سامي روح الحماسة والتحدي في معسكر الشباب، وأعاد لليث شراسته، بمزيج من الروح والانضباطية، وهزم أعتى خصمين واجههما، بعد أن استقرت الأمور الفنية، والإدارية، والمالية حول الفريق؛ ليغير خارطة الترتيب.
الصلاحيات الممنوحة له بعد الثقة تتيح له مساحة واسعة من التحرك، وتعدد الخيارات، وأتمنى أن يجد الدعم الكامل؛ ليستمر في حصد الانتصارات، ويعيد الشباب مجددًا إلى الواجهة.
اللافت أن الشبابيين استوعبوا الحقيقة التي حذرنا، وتحدثنا عن وقوعها من حرب منظمة، ومتوقعة، سيواجهها الشباب بعد أن نصب «سامي» مدربًا، وقد قرؤوا، وشاهدوا أول فصولها بعد الفوز على الاتحاد؛ فالعميد هو الخاسر في مواجهة جدة، ولكن الصياح كان مصدره في الرياض.
الجابر بجدارة استحق نجومية الجولة السادسة، ولا شك أنه سيضفي إثارة من نوع خاص على أجواء ومواجهات دوري جميل.
دائرة التحكيم والتكليف
إن أسوأ الأخطاء هي الأخطاء التي يرتكبها الأفضل، وهذا ينطبق على الحكمين المرشحين للدولية عبدالرحمن السلطان وسلطان الحربي في إدارتهما مباراتي الاتحاد والشباب، والخليج والهلال؛ فالأول
ظهر فاقدًا التركيز ومرتبكًا بما يعكس ضعف تحضيره للمباراة الصعبة تحكيميًّا، وبلغ ذروة سوء التركيز عندما احتسب جزائية وهمية، أنقذه مساعده الأول عبدالله الشلوي من كارثة احتسابها، وأخفق في احتساب جزائية واحدة على الأقل كانت واضحة.
أما الثاني فقد تساهل مع الخشونة، وأخفق في اتخاذ قراراته الإدارية المتعلقة بالإنذارات، على الرغم من سيطرته المطبقة على اللقاء، وسجّل قمة درجات السيطرة والثقة عند احتسابه ركلة الجزاء الثانية للهلال.
من ضمن خطة تحضير الحكم مسألة التكليف؛ فالاختيار الصحيح بوضع الحكم المناسب للمباراة المناسبة أمر مهم، ومؤثر، والعواقب تعتمد على نجاح هذا الأمر، وهذه المسألة برمتها باتت بيد الإنجليزي ويب هاورد (بعد سحب الصلاحيات من عمر المهنا) غير المتفرغ تمامًا لإدارة دائرة التحكيم التي لا يوجد في
عضويتها سوى الحكم الدولي المعتزل مرعي عواجي.
ولا أبرئ ساحة الحكم؛ فالتحضير من مهارات الحكم الشخصية التي تعتمد على دراسة المباراة والفريقين،
وتحركات اللاعبين، واستراتيجية المدربين في طريقة اللعب والتغيير، وملعب المباراة وظروفها.. كل هذه
الأمور ينبغي على الحكم أن يضعها في الحسبان. سأعود لاحقًا للحديث بشكل مفصل عن النواحي التحكيمية
لأهميتها وتأثيرها في سلامة، وتطور، وإثارة الدوري السعودي ونتائجه.
أخيرًا..
لا تبحث عن المهنية عند سمسار، ولا الحب والإنصـاف في قلب حقود!