محمد البكر
« كل من قابلتهم في الساعات التالية لمباراة الشباب والاتحاد ممن يناصبون الهلال العداء ، كانوا يكررون بأنّ إسقاط الاتحاد جاء دعماً لتصدُّر الهلال وإزاحة العميد عن الصدارة. في البداية اعتقدت أنهم يمازحونني ، لكنني تفاجأت بأنهم جادون ومقتنعون بأن الفوز الشبابي جاء بفعل فاعل لصالح الهلال الذي لم يكن أصلاً طرفاً في تلك المباراة. وعندما كنت أطرح عليهم سؤالاً واحداً حول الفرق المستفيدة من تعثر العميد ، كانت أجوبتهم واحدة وهو «الهلال». طبعاً كلنا يعلم أنّ الأهلي والنصر والشباب مثلهم مثل الهلال يتمنون تعثر الاتحاد. باختصار.. «فالج لا تعالج».
« معلّق تلك المباراة أصر على أنّ الجابر هو الذي فاز وأن الاتحاد هو الذي خسر. لم أسمع في حياتي أنّ هناك مباراة يكون طرفها الأول مدربا والطرف الثاني فريقا . المزعج في الأمر أن بعض وسائل الإعلام المحلي تبنّت هذا المنطق ، رغم ما فيه من تقزيم لفريق كبير وصاحب بطولات متعددة ونجوم شرفوا الكرة السعودية مثل الشباب.
« سامي الجابر دخل الملعب وهو تصرف بلا شك يستحق العقوبة. لكن دخوله لم يكن السبب وراء إلغاء ركلة الجزاء التي احتسبها حكم المباراة قبل أن يتشاور مع الحكم المساعد وينقض قراره. هناك من خلط حابل دخول الجابر بنابل إلغاء ركلة الجزاء المزعومة.
« يخشى الكثير من مشجعي الباطن بأن يكون فريقهم سيكون ضحية الهجوم الكبير والمبالغ فيه على التحكيم بعد مباراة الشباب والاتحاد. هاجس جماهير الباطن ناتج عن خشيتهم من تأثر حكام مباراتهم مع الاتحاد جراء ذلك الهجوم المركز.
« فوز النصر على الأهلي وصعوده للمركز الثالث ، سيكون له تأثير كبير على مستوى المنافسة على بطولة الدوري. شأنه شأن الشباب الذي بات قريباً جداً من المتصدر ووصيفه. نحن على موعد مع الإثارة هذا الموسم بين الأندية الخمسة «الهلال النصر الأهلي الاتحاد الشباب».
« عشرة أهداف هي حصيلة الهلال في مباراتين أمام الخليج والفيصلي بقيادة المدرب المؤقت الروماني «سيبيريا». بالطبع هي حصيلة كبيرة ساهمت في تصدُّر الهلال لفرق الدوري.
« هذا التطور التهديفي للهلال وتصدره لفرق الدوري سيضع المدرب الجديد في مأزق كبير . فجماهير الهلال لن تقبل تراجعاً في النتائج ولا في التهديف ، وربما لن تقبل أي تعديل على شكل الفريق تشكيلاً وأداءً. هذا الوضع أيضاً يقلق إدارة الزعيم التي تخشى الدخول في مواجهة جديدة مع جماهير ناديها.
« عندما طالب الاتحاد السعودي بعدم اللعب في العراق ، فإنه استند لملفات ومسببات واضحة ، وعندما تجاوب الفيفا مع الطلب السعودي، لم يكن تجاوبهم مجاملة أو تحيزاً لنا. أما الجانب العراقي فليس لديه أي مبررات أو أسباب مقنعة لطلب ملعب محايد ، فالأمن والحمد لله يعم أرجاء المملكة شرقها وغربها شمالها وجنوبها . ولهذا فليس من المنطق البحث عن ملعب محايد طالما أن معايير إقامة المباريات الدولية متوفرة في ملاعب المملكة.
« بعض الإعلاميين ربطوا بين تهنئة السيد محمد النويصر للشباب إثر فوزه على الاتحاد عبر تغريده على حسابه ، وبين مشاركة السيد أحمد عيد في أفراح النادي الأهلي بعد تحقيقه إحدى بطولات الموسم الماضي. من وجهة نظري هناك فرق فالتهنئة لا ترتقي لمستوى لبس الشال والمشاركة في الاحتفال.
« إصابة النجمين الكبيرين عبد العزيز الجبرين وتيسير المسيليم ، مؤلمة ومؤسفة.. كلٌ منهما يقدم مستويات راقية، والكرة السعودية هي الخاسر الأكبر قبل نادييهما. ندعو الله لهما بالسلامة والشفاء.
« رغم أنّ الروح المعنوية للاعبي الفتح بدأت تعود من جديد ، إلا أن الفريق بحاجة لمزيد من الجهود . فالمركز الأخير لا يليق بمكانة الفتح ولا بلاعبيه ولا برجالاته. اللاعبون بحاجة لتضحيات أكبر ليعوضوا الدروس الستة التي سقطوا فيها منذ بداية الموسم الحالي.
« كرة القدم فيها فوز وخسارة.. ومن غير المنطق أن يتغير مزاج جماهير الاتفاق بين كل مباراة وأخرى. فإن فاز الفريق أصبح اللاعبون نجوماً في نظر الجماهير ، وإن خسر الفريق أحرقت تلك الجماهير الأخضر واليابس. الجمهور الواعي هو الذي يسند فريقه مهما كانت نتائجه وهذا ما عهدناه من جماهير النواخذة. ولكم تحياتي