طالعت ما كتب عن تدوير رؤساء بلديات منطقة الرياض، أودّ التعقيب على نقل رئيس بلدية الزلفي الأستاذ مسفر غالب الضويحي، ليكون رئيساً لبلدية محافظة المجمعة.
من هنا أقول: أبا سامي استعجلت الرحيل والقوم حولك يطلبون التأجيل، ولكنك أصريت وطلبت التعجيل.. أبا سامي لم استعجلت الرحيل؟ كنا نظن بأنك سوف تستمر وقتاً طويلاً، ولكنك أعلنت الرحيل في وقت سريع وضئيل، الزلفي ودّعتك قبل غيوب شمس الأصيل، يوم وداعك كانت تسأل وتقول: إلى أين أنت ذاهب أيه النبيل؟ سرت سريعاً، وتركتني بعدما زيّنت ساحاتي بالنخيل، وكنت تسهر من أجلي ليلاً طويلاً، كان الإبداع مطلوباً وأبدعت، كان الحرص صفتك وحرصت، كان الإخلاص ديدنك وأخلصت، أضفت لمساتك الجميلة إلى أرض الميدان، حتى زيّنت الأحياء والبساتين، وشاهدنا جمال الزلفي من بعد ما كان، وتغنت تردد يا دان ويا دان، ما أجملك من زمان، يرصف شوارعي ويزينها بالألوان، حتى تميزت على الجيران، كساني الجمال، واختار لي الفستان، فستاناً اشتراه بأغلى الأثمان، حتى من رآني زال عنه كل الأحزان، منتزهي الشرقي يجذب المسافر والطرفي، ومنتزهي الغربي يأتي بالزوار من كل صوب وحدب، هذه الحقيقة إي وربّي، حتى زاد زوّاري، وتناقلوا أخباري، وأتوا من بعيد يجوبون القفاري، حدائق جميلة، ومنتزهات توقف السائر، وأخذت الطابع الحضاري، حتى رُددت فيّ أبيات الأشعارِ.. تصف جمالي، وتحكي عن مشواري، هذه قصتي وهذه أخباري، كان أبو سامي من نصيبي واختياري، واليوم عندنا ماله طاري، ودّعنا وداعا إجبارياً، وداعاً جدّد أوجاعي، وباح بأسراري، يوم أنها أينعت زهوري وثماري التي رعاها في حضوره ووقت أسفاره، اليوم أدعو له في ساعات الأسحارِ، أقول: ذاك أبٌ حنونٌ أبهرني برعايته إبهاراً، ويوم ودّعني انهالت من عيوني الدموع انهماراً، يارب تغفر ذنبه يا غفار، وتوفقه في بداية هذا المشوار، فهو سوف يخدم جارتي التي هي نعم الجواري، المجمعة هنيئاً لك في وافي الأشبارِ، أتاك أبو سامي مقدماً مغواراً، المجمعة أتاك أبٌ حانٍ يسهر على راحتك ويداري، يقدم خبرته بكل جهد واقتدارِ، انتظري انتظري سوف تشاهدين ما يبهج النفس ويسعد القارئ، سوف يؤلف منك كتاباً جميلاً مغلّفاً بالأزهارِ، وإذا قلتي من أين لك هذا؟ قال هذه خبرتي، وهذه عصارة أفكاري، ألا تريدين أن تتحولي إلى مدينة تتصدر صفحات الصحف والأخبارِ، يكتب عنك كل كاتبٍ متذوقٍ يرصد مقالاته كل ليل ونهارٍ، إذاً هيّا ننطلق ونقوي اتكالنا على عالم السر والإجهارِ، رب عزيز يجازي أهل الخير بالخير، ويعاقب الأشرارِ، أنا أتيت إليك إن كنتي بانتظاري.. ساعديني على تجاوز كللعقبات والأخطارِ، حتى تنطلق جهودنا بدون توقف أو هبوط اضطراري، نربط أحزمتنا، ونأخذ حذرنا الاحترازي، ونشكر خالقنا على نعمة الإنجاز، ونعمة السمع والعقل والإبصارِ، يا الله إنك تساعدنا لخدمة المحافظة التي خرّجت أجيالي، المجمعة ترغب خدمتها من جيل إلى جيل، مدينة الجمال ومدينة الأطلال، أخذت نصيبها من التعليم العام والتعليم العالي، ومستمرة على تقدمها في كل الأحوالِ، ديرة أنجبت رجالاً أبطالاً، يسعون لخدمتها قرمين العيالي، يا الله إنك توفقنا لخدمتها يا والي، وتزيدنا الإخلاص لها في الأيام والليالي، حتى عندما نودعها نقول لها هل أنتي سعيدة يا بعد حالي، أنتي المجمعة جئتك وبقيت فيك أياماً طوالاً، واليوم أتى يوم الفراق والرحالِ، يوم نودعك فيه يكدر البالِ، ووقفت وقوفها باعتدالِ، ها أنا المجمعة... انظروا إلى شوارعي وإلى مياديني وشاهدوا جمالي، أصبحت أضاهي مدناً يقام فيها سباق الرالي، بجهود مستمرة على التوالي، ممن سبقوا وممن لحقوا بالوقت التالي، لهم بصمة لن تتعرض للزوالِ، مهما سارت الأيام والليالي.. بصماتهم باقية مهما سارت السنين الطوالِ.
وعلى المحبة نلتقي
مناور صالح الجهني - وكالة أمانة منطقة الرياض لشؤون بلديات المنطقة