كعادتها في متابعة اخبار المناطق طالعتنا مشكورة الجزيرة بتغطية عن جائزة عبدالله بن عبدالرحمن العقيل ووالديه للتميز السلوكي التي تنطلق من الإدارة العامة للتعليم بمحافظة المجمعة بحضور ورعاية سمو المحافظ الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل ومتابعة وحرص معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى والتي سنأتي على تفاصيلها لاحقاً، وهي جائزة في أهدافها وضوابط استحقاقها وشموليتها لمئات المدارس والألف الطلبة والطلبات نستطيع أن نقول وبكل ثقة أنها متميزة وأتت لكي تكون ليس للتفوق العلمي لأن له جوائز أخرى وأنما للتميز السلوكي الذي لا نبالغ إذا قلنا أن المشهد التعليمي في تلك المراحل يعاني منه ولا نستثني ما بعده ولكن لاختلاف درجة النضج والإدراك يكون الفرق هنا.
وهذه الجائزة تأتي منفردة أو متفردة لأنها تخدم أهدافاً وترسم تطلعات لم تجد من يتبناها لكي نصل في يوم من الأيام إلى مجتمع قد حفز على التميز في مراحله الثلاث الأولى وأصبح هذا السلوك خلقاً له عندما كبُر وأصبح مساهماً في نهضة وطنه وازدهاره ورقيه، كذلك فإن التقليدية في الجوائز أصبحت اليوم بالرغم من أهميتها ودورها في دفع الهمم للأعلى واحلال المنافسة مع النفس ومع الآخرين إلا أنها أصبحت لا تستهوي الكثيرين وقيمتها عند المجتمع لم تعد مثلما كانت في بدايات انطلاقتها قبل ثلاثة عقود وعلى مستوى المدن والمحافظات ويرعاها ويدعمها القادرين ويشرفها أمراء المناطق والوزراء لإيمانهم أن هذا دور يجب القيام به ومساندة أهله والقادرين عليه وكذلك تشجيع من يتبنى مثل هذا التوجه، ولذا فإن الجوائز والحوافز إذا انتقلت من التقليدية التي تحدثنا عنها وخاصة ما يعلق منها بالسلوك والثقافة فإنها تستوقف كل فرد في المجتمع ويصبح الدور واجب على كل من يستطيع أن يوصل صوته أو يخط بقلمه أن يحدث عنها من باب {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، لأن تواجد القادرين إلى العطاء هو من نعمة الله عليهم وكذلك من نعمة الله على المجتمع بكامله بالإضافة إلى أنه من نعمة الله على المستفيدين من تلك العطاءات الخيرية التي تأتي ترجمة للمسؤولية الاجتماعية الفردية أو الجماعية سواء للأسر أو المجموعات أو حتى للكيانات الاقتصادية التي أصبحت تفاخر بثقافة المسؤولية المجتمعية مثلما يفاخر المجتمع بتلك الكيانات وإضافاتها الخيرية سواء للمحتاجين أو حتى للتشجيع على التميز في كل مناحي الحياة.
إن تلك الجائزة عندما يتحدث عنها مدير عام التعليم بالمحافظة الدكتور صالح الربيعة بقول (إن الدولة تهتم ببناء الإنسان علمياً وسلوكياً وهذا منهج إسلامي أصيل تقوم عليه نهضة البلاد، وفي وزارة التعليم تزخر المناهج الدراسية بالبرامج التي تعني بشخصية الطلاب ويحظى الجانب السلوكي بأنشطة نوعية لنجاح الطلبة، وأن التميز السلوكي يوفر 80 % من أسباب النجاح بعد توفيق الله وبالتالي يوفر التميز العلمي، مما يتطلب عناية خاصة بمنظومة القيم العليا التي توجه سلوك الطلاب في مختلف أنشطتهم بالمدرسة والأسرة والمجتمع، وتأتي جائزة الشيخ عبدالله العقيل للتميز السلوكي لتؤكد هذه الرؤية وتَعُد رعايته لتلك الجائزة سلوكياً إخلاقياً يتجاوز الأهداف المادية إلى أهداف معنوية عالية القيمة واستثمار في رأس المال البشري تعود عوائده إلى كل أفراد المجتمع، ويقول صاحب الجائزة الشيخ العلم عبدالله بن عبدالرحمن العقيل (إن التنافس صفة حيادية توظف في كل من الخير والشر، ووجه التنافس في الخير يصنع المستحيل، ولذلك حرصت على إطلاق وتموين ورعاية هذه الجائزة من أجل بث روح المنافسة بين أبنائي وبناتي في مدارس المحافظة وتحفيزهم على التميز بالقيم والأخلاق الإسلامية والاقتداء بنبينا -صلى الله عليه وسلم- والالتزام بتعاليمه والمعاملة الحسنة مع الأسرة والمجتمع مع الاهتمام بالتربية التكاملية بين البيت والمدرسة وتعمق معاني الأخلاق الحميدة لدى الأبناء وزرع حسن الخلق، ونسعى من تلك الجائزة أن يكون التحلي بالقيم والمبادئ الإسلامية ثقافة سائدة لدى الطلاب هنا وتعميمها.
بهذه العبارات التي تعكس مدى الإيجابية والحاجة في نفس الوقت إلا يستحق أن نقف وقفة شكر للداعم والراعي لأن المستفيد هنا هم أبناء وبنات المحافظة الذين هم أبناء وبنات الوطن الذين سيرعون نهضته بتميز ويساهمون بازدهاره بمحبه، ودون شك أن الجوائز أن لم تحدد بأهداف فإن الغرض منها قد يضيع أو على الأقل لا تضمن استدامته فالطلبة والطالبات سيحفظون تلك الأهداف مع مطلع كل عام حتى تصبح لهم سلوك ملتصق بهم ولعلنا نتأمل أهداف الجائزة التي منها:
1- تنمية ورعاية السلوك الإيجابي لدى الطلاب والطالبات.
2- غرس القيم والمثل العليا في نفوس الطلاب والطالبات.
3- إيجاد الجو التربوي المشجع على الإبداع.
4- نشر ثقافة السلوك الإيجابي بين الطلاب والطالبات.
5- المساهمة في بناء الشخصية الإيجابية المنتجة.
6- زيادة الدافعية لدى الطلاب والطالبات نحو التعليم.
7- إيجاد بيئة تربوية جاذبة للطلاب والطالبات.
8- تحسين اتجاهات أفراد المجتمع نحو العملية التربوية.
9- تحفيز الطلاب والطالبات للالتزام بالسلوك الحسن.
10- إيجاد نماذج متميزة سلوكياً من الطلاب والطالبات داخل المدارس للاقتداء بها.
ثم حري بنا أن نحيط بعناصر التقييم التي يتم بناء عليها تحديد الفائزين في جميع المراحل لكي نضمن المساواة بينهم ولا نوجد أي طريق للمحاباة، خاصة وان المعلمين والمعلمات يقومون بالتقييم طيلة العام ويضعون لكل عنصر درجة ونسبة مئوية تمكنهم على المفاضلة بسهوله، مع التزام الجهاز التربوي عند زيارة المدارس من سلامة تعبئة الاستبانة والحديث وضرورة عنها باستمرار لأنها تحدث التنافس بين الطلبة وكذلك بين الطالبات بل وإنهم ينتظرون تلك اللحظة حتى يُتوجوا من راعي الحفل وصاحب الجائزة ومدير التعليم فهذا الشرف السنوي يحسب له حسابات مختلفة والتأكيد على الدور الأسري في رعاية الأبناء والبنات ليس من أجل الفوز وحسب ولكن من أجل ارتباط صفة التميز بفلذات الأكباد وعماد المستقبل لأسرهم ووطنهم وعناصر التقييم هي:
1- الالتزام بالقيم والتعاليم الإسلامية.
2- الالتزام بأنظمة وتعاليم المدرسة.
3- حسن التعامل مع المعلمين - المعلمات.
4- حسن التعامل مع (الزملاء - الزميلات).
5- تنفيذ وأداء الواجبات المدرسية.
6- المشاركة بفاعلية في صف الصباح.
7- التبكير للصلاة.
8- المشاركة في البرامج والأنشطة التطوعية.
9- حسن المظهر العام.
01- المحافظة على الكتب والأدوات الشخصية.
11- المشاركة في الإذاعة المدرسية.
12- التميز بالموهبة والإبداع في مجال والحرص على تنميتها.
إن محصلة هذا الجائزة في هذا العام 46 فائزاً في المرحلة الإبتدائية و29 في المرحلة المتوسطة و18 في المرحلة الثانوية وهذا على مستوى الطلبة أما الطالبات 45 في المرحلة الابتدائية و22 في المرحلة المتوسطة و21 في المرحلة الثانوية وهم من انطبقت عليهم عناصر التقييم غير أن هناك المئات ممن انطبق عليهم جزء من هذه العناصر أو تفاوتت النسب الممنوحة لكل عنصر فكان 93 طالباً هم الأفضل و88 طالبة هن الأفضل وهذا مجال للتنافس سيتحقق كل عام وتتولى امانة الجائزة المرتبطة بإدارة التعليم من مراجعة أهدافها ومدى تحقيها وإمكانية إضافة أهداف أخرى وكذلك إضافة عناصر للتقييم من باب دفع الهمم وزيادة الحماس والمنافسة وإيجاد تحدي داخلي يقود النشء الشاب للتميز السلوكي.
ختاماً.. إن الحديث عن مثل هذا التفاعل الاجتماعي الذي يقوده رجل الأعمال وصاحب الأيادي البيضاء الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العقيل على كثير من مؤسسات المجتمع المدني يقود دون شك غيره على منافسته أو تتبع خطاه لأنه كما يقول أن من فضل الله عليّ أنني وصلت إلى درجة الاستماع في دعم وتبني هذا المناشط وتزداد متعته كلما زاد انفاقه لأنه يعرف أن ذلك قد استودعه في حساب الآخرة وجعله أجر ذلك لوالديه اللذين يرتبطان بكل شيء يقدمه وهذا من البر الذي يدفعه اليوم ليحصله في الغد.. فالمستودع الخيري خير شاهد على عطائه الذي لا ينقطع في محافظة المجمعة كلها وكذلك لجنة أصدقاء المرضى بمدينة الرياض والأسر المنتجة وجائزة لتحفيظ القرآن سنوية في محافظة المجمعة وعمارة المساجد داخل وخارج المدن وعلى الطرقات ولو أعلم أن ذلك لن يغضبه لذكرت الكثير مما أعرف عنه وعن تواضعه وفضله ورغبته للإحسان وتسامحه وصفاء نيته، وبنفس الخطوات يسير إخوانه في المنافسة على حب الخير لكل الناس.
فهد بن أحمد الصالح - عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض - الأمين العام للجنة أصدقاء المرضى - عضو مجلس إدارة لمؤسسات ولجان وجمعيات خيرية