«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
صباح الخير.. صباح النور.. وعندما يحين وقت الاستيقاظ ملايين من البشر وفي كل مكان يتردد عن القيام من فراشه، وسبق أن تناولنا في إطلالة قبل شهور صعوبة الاستيقاظ، ولكن اليوم سوف نتناول جانبًا آخر من تأثير نور الصباح في سرعة تخطي الكسل والتردد وعدم النهوض من الفراش.. فهذه المشكلة في عدم سرعة القيام تتسبب في مشكلات عديدة. أولاً لمن لديه التزام بمواعيد التوصيل الصباحية، فلو تأخر الأب في القيام من نومه، معنى ذلك تأخر أولاده وبناته في عدم وصولهم لمدارسهم في الموعد المحدد للدراسة وهذا بالطبع سوف تكون له سلبيته عليهم كبيرة من حيث تسجيل ملاحظة تأخير! كذلك تأخره أيضًا في عدم وصوله لعمله مبكرًا مما يجعله في موقف لا يحسد عليه خصوصًا إذا كان مسؤولاً عن قطاع أو فريق عمل.. وتأخر سائق العائلة في القيام من النوم يشكل أمرًا كارثيًا إذا كان ممن يعانون من هذه الظاهرة، ففي هذا الزمن، زمن الاتصالات والهواتف الذكية وتواصل هذا السائق وغيره مع أسرته في شرق آسيا، وكم سائقًا تم إنهاء خدماته لعدم التزامه بمواعيد الاستيقاظ الصباحي، فهو لا ينام كل ليلة إلا متأخرًا وبالتالي وكما يقال (تروح) عليه نومه فلا يقوم مبكرًا لتوصيل أفراد الأسرة لمدارسهم.. وينصح العلماء وخبراء النوم إلى أن من لديه التزامًا بعمل أو مسؤولية توصيل أن يهتم بموضوع الإضاءة في الغرفة التي ينام فيها. يقول الدكتور الفرد لوي في جامعة أوريغون يجب أن يتعود الإنسان على موعد محدد للنوم وكذلك موعد الاستيقاظ وكلما تأخر الإنسان في النوم تأخر في النهوض، وسوف يكون النهوض صعبًا في جميع الفصول لأنه يجبر الجسد على اجتياز مرحلة مأسوية ن التغيير وذلك يحمل متاعب جمة إلى بعض الأشخاص..
ومن هنا على من لديه مسؤولية في العمل مبكرًا أن تكون غرفته بها نافذة يتسلل منها ضوء الصباح فهذا الضوء له دور مهم في الإسراع بالنهوض وما أشار إليه الدكتور لوي. أشارت إليه كتب التاريخ وفي مختلف المجتمعات بل إن نور الفجر الذي يصحبه عادة صياح الديكة هو الإعلان الحقيقي لموعد النهوض، وهو نداء طبيعي للاستيقاظ ومن هنا كان أجدادنا يستيقظون بدون مشكلات ولا كسل مع إطلالة نور الفجر ومع أصداء صياح الديكة. وكتب التاريخ كانت تشير إلى انطلاقة المسافرين مع الخيوط الأولى من ضوء الفجر. وحتى يتوجه ملايين المزارعين والعمال مع نور الصباح. صباح خير مفعم بالعطاء والخير في كل مكان في العالم.. ولا شك أن لنور الصباح تأثيرًا كبيرًا على الصحة والحيوية وحتى النشاط. وينصح المختصون على أهمية أن تكون غرف النوم للكبار والصغار ذات نوافذ واسعة حتى تتيح تسلل نور الصباح لداخلها الذي سوف ينعكس بالإيجاب على سرعة استيقاظ من بداخلها. فتسهل عملية نهوضه في الموعد المناسب والمعتاد بعيدًا عن الكسل! والمدهش أن الاضاءة الصناعية ليس لها تأثير على عملية النهوض من النوم كحال الإضاءة الطبيعية فالنور الصناعي لا يحمل تأثيرًا مثل النور الطبيعي. نور الصباح.. لذلك ومنذ القدم كان الناس وفي كل مكان يرددون. صباح الخير. صباح النور.. لما للنور من دور كبير وفاعل في عملية الحيوية والنشاط.. وحتى الإقبال على تنفيذ كل الأعمال والمهام التي أمام الواحد منا..