فهد بن جليد
طالما أن الجهات المعنية بالشوارع والجسور والطرقات في الرياض مُصِّرة على إنهاء مشروع تحويل جنبات المخارج والميادين في المدينة إلى (صبات أسمنتية)، فإنني أقترح على الأقل تغيير هذا اللون الأسمنتي (المُستفز) للسائقين وسالكي الطرقات، بألوان (فرايحية أكثر) تدعو للابتهاج، والأمل، وتحسِّن المزاج، بدلاً من هذا اللون الذي يوحي بالعدوانية النفسية، والاستعداد للدخول في خلاف مع الآخرين، ويزيد من معاناة السائقين، ورحم الله أيام كانت طرقنا خضراء مليئة بالأشجار!.
اللون الأسمنتي من الأسباب الضاغطة على (نفسية السائق) الذي يعاني أصلاً من الزحام، كثرة التحويلات والصبات، الإعلانات المُضيئة على الطرقات، الظروف المناخية المُتقلبة، ومخاوف ظهور ساهر على حين غرّة ..إلخ، في كل مدن العالم تقريباً يُغطى اللون الأسمنتي القريب من الجسور بالبلاط، أو يُدهن (بألوان أخرى) تعطي العين راحة وجمالاً، فكيف سيكون - وضعنا النادر- وقد غطينا مجمل المساحات الطويلة المُمتدة على جنبات الطرق، والرابطة بين المخارج، بصبات أسمنتية صامتة؟!.
يُمكننا فعل ذلك بسهولة، وبمساعدة بعض الفنانين السعوديين، بل قد يكون في الأمر فرصة لإظهار شخصية (المدينة) باللون الطيني والمعماري النجدي، باللياسة اليدوية والزخارف المُميزة، اليوم نحن في الرياض لم نعد نملك سوى أشجار قليلة في بعض الميادين، نتيجة اقتلاع الأشجار التي كانت تُميز المدينة واختفائها لأسباب مُتعددة، بدأت بالخوف من (هدر المياه) وانتهت بالتحذير من وجود (نباتات سامة)، وما بين هذا وذاك اكتشفنا أن بعض الميادين مفروشة (بالنجيلة الصناعية)، ومُسطحات أخرى مطلية (بدهان أخضر)، ليعتقد المارة أنها (مزروعة)، وكأننا في حاجة لمزيد من (المشاعر المُصطنعة) في حياتنا.. وتلك (قصة أخرى)؟!.
مثل هذا التحايل بالألوان والزخارف المعمارية برأيي أنه (مُباح) وأفضل من بقاء (اللون الأسمنتي) على ما هو عليه، والذي أخشى أن نكتشف لاحقاً بأنه (أيقونة مُزعجة) لطرقنا الرئيسة، ومن أسباب الحوادث وضيق نفس السائقين؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.